كتبت-رنا تامر عادل
الأمثال هي عنصر من عناصر الثقافة الشعبية وهي تعكس معتقدات المجتمعات وعاداتها وقيمها. الأمثال بشكل عام هي أقرب إلى الحكم، وهي عبارات قصيرة لها قيمتها رغم أنها لم تصدر عن علماء أو حكماء، لكنها بشكل وبآخر تركت أثرها وتناقلتها الأجيال.
“عاد بخفي حنين” مثل يتداوله الناس ولكن قليلون هم من يعرفون قصته. يقال أنّ حنيناً كان إسكافياً صانعاً للأحذية في مدينة الحيرة بالعراق، وكان مشهوراً بصناعته وإتقانه وخبرته بها.
وفي يوم من الأيام تساوم هو وأعرابي على خفين، ولكنّهما اختلفا في السعر بعد جدال طويل. أراد حنين الانتقام من الأعرابي، فأخذ أحد الخفين، وألقى به في الطريق وألقى بالخف الثاني في طريقٍ آخر، وعندما مرّ الأعرابي من أحد الطرق، وجد أحد الخفين فقال في نفسه: “إنّه يشبه خف حنين، ولو كان الخفان معاً لأخذتهما”. ثم استمر في السير ووجد الخف الآخر، فترك حماره وعاد ليأتي بالخف الأول، وفي تلك الأثناء انتقم حنين منه وسرق حماره ومتاعه. و لما عاد الأعرابي إلى قومه فسألوه عن حماره و لماذا رجع بدون الحمار، فأجابهم لقد عدتُ بخفي حنين!
وهكذا أصبح هذا المثل يُضرب لمن خاب في مسعاه، ورجع بخيبة آماله.
اقرأ ايضا: