انتهت مؤسسة العلوم الوطنية من دراسة كيفية تأثير الوباء على السلوك قسم علم النفس بجامعة ولاية أريزونا بعد إجراء أبحاث سريعة الإستجابة حول مدى تأثير فيروس كورونا علي السلوك البشري.
وعمل العلماء في جميع أنحاء العالم لساعات إضافية لفهم الآثار السلبية لفيروس كورونا، وتأثير استراتيجيات التأقلم العاطفي على السلوكيات الصحية، وذلك لأن الوباء أدي إلى إدخال أو تفاقم مجموعة كبيرة من الضغوطات في حياة الناس، إلى جانب الخوف من فيروس كورونا نفسه، وذلك كما نشر موقع الرسمي لجامعة “أريزونا”.
وأكدت الأبحاث أن تداعيات الوباء تشمل التحديات المهنية والبطالة، والوحدة، والضغط على العلاقات والتمويل، والمطالب الجديدة من تعليم الأطفال في المنزل للعثور على إمدادات منزلية نادرة، حيث أصبحت الآن العديد من الطرق الشائعة لتخفيف التوتر، مثل الاختلاط بالآخرين، وقضاء الوقت في صالة الألعاب الرياضية أو المنتجع الصحي، والاستمتاع بالترفيه في المساء خارج المنزل، محظورة أو افتراضية،
وقالت ميشيل لاني شيوتا، الأستاذة المشاركة في قسم علم النفس: “إن ما يلفت النظر حقًا بشأن هذا الوباء، هو أن البلد بأكمله يواجه ضغوطًا مشتركة لها تأثير كبير على حياتنا كلها، وفي الوقت نفسه هناك مجموعة من السلوكيات الجديدة غير المألوفة التي نحتاج جميعًا إلى الانخراط فيها لحماية صحة الفرد والمجتمع، مثل ارتداء الأقنعة وإعطاء أنفسنا والآخرين مساحة شخصية كبيرة.”
وتابعت شيوتا: ” مشاعرنا وطريقة تنظيمنا للفيروس ليست معزولة عن أفعالنا في العالم، حيث أن التقنيات التي نستخدمها للتعامل مع الإجهاد من المحتمل أن تكون لها تداعيات على كيفية فهمنا وتفكيرنا في الموقف، ومدى حرصنا على حماية صحتنا، وكيف نتعامل مع الآخرين، وهناك أيضا الكثير من الأدلة الجيدة حول تأثيرات استراتيجيات التكيف المختلفة على الرفاهية العاطفية، ولكننا لا نعرف الكثير عن الآثار المترتبة على السلوك تحت الضغط”.
وأكد ستيفن نيوبيرج، أستاذ ورئيس قسم علم النفس، أن جهاز المناعة في جسم الإنسان يقاوم مسببات الأمراض، والتي يمكن أن تسبب أمراضًا معدية مثل فيروس كورونا، وهو ما يسميه العلماء “جهاز المناعة السلوكي”، والذي يتضمن عواطف الاشمئزاز والسلوكيات مثل الابتعاد الجسدي، حيث تم تصميم جهاز المناعة السلوكي لمساعدة الناس على تجنب الإصابة في المقام الأول.
وأضاف فارنوم دكتور السلوك وعلم النفس، “أن هذه التداعيات يمكن أن تؤثر على التحيزات والقيم وتفضيلات السياسة، حيث أن كل منها له آثار اقتصادية واجتماعية واسعة، ونتوقع أن يكون هذا البحث مفيدًا ليس للعلماء فحسب، ولكن أيضًا للحكومات والمؤسسات والشركات والناس العاديين الذين يسعون إلى الاستجابة والتكيف مع هذه الأزمات وغيرها”.