أعلنت النقابة العامة للأطباء أنها ستعقد مؤتمراً صحفياً يوم السبت المقبل، الموافق 27 يونيو، في تمام الساعة 12.30 ظهرا بتقنية “اللايف (عن بعد)”.
ونشرت الصفحة الرسمية لنقابة الأطباء عبر موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”: “تعقد النقابة العامة للأطباء مؤتمر صحفى يوم السبت الموافق 27 يونيو الساعة 12.30 ظهرا بتقنية اللايف (عن بعد)، ولذلك لعرض رؤية النقابة بخصوص البنود الآتية:
1- تضحيات الأطباء وبطولاتهم فى مواجهة الوباء.
2- أزمة تكليف الأطباء الجدد.
3- معايير الإمتحان الموحد لمزاولة مهنة الطب.
ورفض مجلس نقابة الأطباء المصريين، تصريحات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، التى أرجع خلالها زيادة أعداد الوفيات بفيروس كورونا، إلى غياب بعض الأطباء وتقاعسهم عن القيام بواجباتهم تجاه المرضى.
وأكدت نقابة الأطباء أن تصريحات رئيس الوزراء منافية للواقع، ومن شأنها أن تعرض الأطباء العاملين في مستشفيات العزل، إلى الاعتداء من قبل أهالي المرضى، كما حدث في الكثير من الوقائع المعروفة.
وأشار البيان إلى أن الدكتور مصطفى مدبولى، لم يتطرق إلى الظروف الصعبة التي يعمل فيها الأطباء حالياً، والأسباب الحقيقة فى ارتفاع حالات الوفاة، وهى النقص الشديد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، وأسرة العناية المركزة، وهى الأسباب التي نبه إليها الأطباء مرارا وتكرارا، ولم يستمع أحد لهم.. وطالبت النقابة رئيس الوزراء بتقديم اعتذار رسمي عن تلك التصريحات والتى اعتبرتها النقابة غير مقبولة، ومن شأنها أن تحبط الروح المعنوية للأطقم الطبيعية، التى تواصل الليل بالنهار فى عمل دائم لخدمة ورعاية المرضى.
كما نشرت النقابة العامة للأطباء بياناً جاء نصه كالأتي:
“لقد صُدِمنا من تصريحكم الأخير بأن سبب زيادة الوفيات لجائحة كورونا هي تقاعس بعض أفراد الأطقم الطبية وهنا نحيطكم علماً بالحقائق التي ربما لم تتضمنها التقارير المقدمة إليكم من وزارة الصحة والتي يُبني عليها رأيكم”.
منذ بداية الجائحة والأطقم الطبية وعلي رأسها أطباء وتمريض مصر في مواجهة الجائحة في ظروف شديدة السوء من حيث عدم توفير الواقيات الشخصية و التدريب الكافي، وكذلك الامكانيات. ورغم ذلك لم يتأخر أي من أعضاء الفريق الطبي في التواجد في الصفوف الاولي لمواجهة الجائحة.
كان هناك تأخر و سوء إدارة من وزارة الصحة في تنظيم الأوضاع بالمستشفيات التى صدر قرار بتحويلها إلى مستشفيات فرز وعزل لحالات كورونا بشكل مفاجئ في اليوم السابق لأجازة عيد الفطر مباشرة دون الترتيبات الملائمة و بغير التدريب الكافى لغير المتخصصين من الفريق الطبى على التعامل مع حالات كورونا و دون توفير الوقايات الشخصية و كذلك دون التدريب الكافى على أساليب مكافحة العدوى و عدم تصميم مسارات آمنة وفق ضوابط مكافحة العدوى مما نتج عنه زيادة متسارعة في اعداد الشهداء من الأطباء و الفريق الطبي والمصابين وأيضا أهاليهم ، ورغم ذلك لم تغلق مستشفي واحدة بسبب التقاعس المُدَّعى عن أفراد الفريق الطبي. وكان المواطنون يتوافدون علي المستشفيات فيجدون الاطباء ،ولكن كان النقص الحقيقي في توافر عدد الاسرة و خصوصا اسرة الرعاية المركزة.
وهنا صدرت من وزيرة الصحة أرقام غير دقيقة وتحتاج مراجعة لاثبات صحتها عن توافر أَسِرَّة الرعاية ولذلك نرجو من سيادتكم إصدار أمر فوري لسيادة وزيرة الصحة بعمل تقرير يومي معلن عن أماكن أَسِرَة الرعاية المركزة الخالية حتي يتوجه لمكانها المصابين دون اي تأخير، و يمكن بتقنية بسيطة عمل تطبيق يتم توفيرالمعلومات فيه عن الاماكن الخالية بحيث يتوجه لها المريض مباشرة بدلا من رحلة العذاب في البحث عن سرير خال. والأمر شديد البساطة لو أنه هناك أسرة بالفعل.
لا يوجد حتي الآن إحصائيات رسمية عن خسائر الفريق الطبي من الأرواح والإصابات و لذا نرجو منكم الاعلان عن شهداء وإصابات الأطقم الطبية وإصدار بيان رسمى بالأسماء والأعداد حتي يعرف الشعب تضحيات الأطقم الطبية ويرفع لهم يد التحية في وقت هم في أمَّس الحاجة إلى التقدير المعنوي في وقت غاب فيه أي تقدير وغابت إلى حد كبير بيئة العمل المناسبة و التى تمكنهم من أداء مهامهم الإنسانية.
كما نطلب منكم وفوراً عمل دراسة علمية وحقيقية من قبل لجنة علمية محايدة تفسر الأسباب وراء ارتفاع معدل وفيات و اصابات الفريق الطبي بالمقارنة بدول العالم كلها، و الاجابة عن الاسئلة الهامة، هل القصور فى تنفيذ برامج مكافحة العدوي؟ هل عدم توافر الواقيات الشخصية و عدم مطابقاتها للمواصفات القياسية؟ هل عدم وجود تدريب كاف علي مكافحة العدوي و علي التعامل مع الوباء تقدمه وزارة الصحة لأفراد الأطقم الطبية؟ ،هل هو عمل الاطباء تحت التهديد الامني للقبول بالعمل دون الحد الادني المقبول من الحماية و التدريب؟ هل سوء ادارة من وزارة الصحة للملف كله دون أى رؤية واضحة أو تخطيط كاف؟ هل كل ذلك مجتمعا أم هى أسباباً اخري؟ ، ننتظر من سيادتكم دراسة علمية بالارقام و الاحصاءات و التحليلات المقبولة حتى يتسنى إنقاذ العديد من أرواح الفرق الطبية فى الأيام القادمة.
تشكو سيادتكم من تقاعس بعض أفراد الفرق الطبية ، كما تروج وزيرة الصحة للنقص فى عدد الأطباء كسبب لقصور تقديم الخدمة الطبية اللائقة . ووصل الأمر لتأجيل الموافقة على الأجازات الوجوبية و المطالبة بعودة (أطباء المعاش) للعمل رغم سنهم وأمراضهم المزمنة، و فى نفس الوقت تعرقل استلام شباب الاطباء (حوالى 7000 آلاف طبيب تكليف من شهور)، الأمر غير مفهوم على مستوى المنطق؟!
كما نخشى أن تكون تلك التصريحات الأخيرة تمهيدا لتحميل الأطباء مسئولية التفاقم المتوقع للاصابات والوفيات فى ظل القرارات الأخيرة لتخفيف القيود فى ظل ذروة الجائحة وغياب أى مؤشر موضوعى عن بدء انحسارها الأمر الذى نراه شديد الخطورة و نحذر من عواقبه الوخيمة على طاقة المنظومة الصحية. وندعو المسئولين إلى مراجعة الأمر.
وأخيرا نؤكد بقوة على ما جاء في بيان نقابتنا العامة من طلب الاعتذار منكم للأطقم الطبية متوازيا معه دراسة علمية سريعة عن أسباب زيادة خسائر الأطقم الطبية على أن تبنى هذه الدراسة على التقارير العلمية والاحصائية والتحليلية و عدم الإكتفاء بالتقارير والبلاغات الادارية والأمنية. فالملف العلمى هو النظارة الحقيقية التى يتحلى بها صاحب القرار ليتمكن من تكوين رؤية و التخطيط الجاد.
كما نحملكم كامل المسئولية عن زيادة الاعتداء علي الاطقم الطبية في المستشفيات مما يزيد خسائر الوطن في ظل التأخر عن تشريع يحمي الأطقم الطبية و يجرم الاعتداء عليهم وذلك بعد تقديم الاطقم الطبية للمواطنين كسبب غير علمي و غير حقيقي عن سوء ادارة ملف الوباء.