تمر علينا في الحياة قصصاً عابرة نسمع منها ما يثير شفقتنا و يكسب تعاطفنا ، و نسمع منها ما يصدمنا ويثير إشمئزازنا ، لنتعلم من هذة القصص وتلك التجارب أننا لا يجب أن نضحى بأنفسنا ونؤثر عليها أشخاصاً لا يستحقون.
إن ارتداء ثوب العفة والبرأة وإنتقاء أراء الدين فيما يخدم الأغراض الشخصية، والإعراض عن كافة تعاليم الدين فيما لا يسير على الهوى الشخصي أصبح نوع جديد من أنواع الخداع المجتمعي ، الذي يستخدمه البعض لتطويع الآخرين لتحقيق المنفعة الشخصية.
فحين يحدث الخلاف تتبدل الوجوه، وتظهر ملامح الاستغلال والمن والابتزاز ، يتم محاسبتك على أنك كنت شخص جيد لا يشتكي ولا يتألم وليس لك حق الاعتراض أو الرفض أو حتى الاختيار .
لقد تغيرت حقاً أحوال البشر وتطورت الأخلاق للأسوأ بصورة مفزعة، وطرق الإستغلال والإلتواء إزدادت بكثرة وأصبح البعض يُبدع في استغلال كافة الظروف لتضليل الجميع.
ليتفنن من إختلفت معه علي مطاردتك بشكل لم تكن تتوقعه منه، فيظهر وجهه الحقيقي أمام عينيك ويسقط قناعه ، وتنطوي ملابس العفة ليظهر ما في القلوب على حقيقته، صدق الله تعالي حين قال في كتابه العزيز”وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ”صدق الله العظيم.
أن تكون واضحًا وتطلب ثمن ما تقدمه من خدمه لأحد ما من البداية ، أفضل بكثير من التلون ورمي الاخرين بالباطل ،وأنت مرتديًا ثوب الفضيلة ، قال تعالى “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ” صدق الله العظيم.
وأخيراً يجب علينا أن ننتقي معارفنا ومن يشاركونا الحياة من أصدقاء وزملاء وخلافه، لأننا نستأمنهم على قلوبنا و على مشاعرنا وأسرارنا ،ويجب أن نتعلم كيفية وضع حدودًا للشخص الأناني المستغل، ولأن النهايات أخلاق فسيظهر من خلالها معادن ماهو صالح وماهو طالح ، وإعلم جيداً أنك إنسان من حقه الرفض ومن حقه الإختيار.
بقلم/ ياسمين دسوقي
مدير عام مساعد التدريب بشركة بتروسيف – قطاع البترول والثروة المعدنية وعضو المجلس القومي للمرأة بالقاهرة