أوقفت القوات الروسية، مساء أمس الإثنين، إطلاق النار في بعض المدن الأوكرانية، وذلك ليسمحوا بإجلاء المدنيين عبر الممرات دون أي أذى، حيثُ كان هذا طلبًا شخصيًا من إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، لنظيره الروسي، لعبور المدنيين بسلام عبر تلك الممرات المخصصة إليهم.
إجلاء المدنيين الأوكران
وظل الجميع يتسائل عن الضمير الإنساني الذي ظهر فجأة دون أي معارضة لطلب، إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، حول إجلاء المدنيين الأوكرانيين، عبر تلك الممرات بطريقة آمنة، جعل الكثير ينظر بطرق متعددة وظلت التساؤلات تتزايد على الساحة السياسية، حول ما قامت به روسيا ويبقى السؤوال: “هل وقف اطلاق النار على أوكرانيا ضمير إنساني أم مكر سياسي؟”.
في ظل الأيام الماضية التي شهدها العالم من توترات من أجل الحرب المدمرة التي أصابت العالم وأثرت على الاقتصاد العالمي بشكل كبير، وبالرغم من العقوبات التي شنتها دول الناتو والاتحاد الأوروبي على روسيا، لكن كان دائمًا بوتين يتحرك على أرض الواقع ضاربًا بهذه العقوبات عرض الحائط، معتمدًا على صديقته الجديدة التي ستدعمه من الجانب الاقتصادي “الصين”.
ضمير إنساني أم مكر سياسي؟
وبعد أن كان الجيش الروسي حكم قبضته في العاصمة الأوكرانية “كييف“، استعدادًا لإقتحامها، بالإضافة إلى أن وزارة الدفاع الأوكرانية حذرت من تقدم الجيش الروسي من مدينة “سومي” شرق العاصمة، وفي الساعات القليلة الماضية طالت الغارات الجوية الروسية مواقع في مدينة “أوديسا” على ساحل البحر الأسود، جاء طلب الرئيس الفرنسي الذي قبله نظيره الروسي على الفور، وفقًا لما ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية.
مما جعل الساحة السياسية، تظهر بشكل آخر حول إجلاء المدنيين الأوكران، وقال بعض الخبراء السياسيين، إنه من المحتمل أن يكون وقف إطلاق النار في أوكرانيا مكرًا سياسيًا من الرئيس الروسي، فيما قال الجانب الأخر، من المحتمل أن فلاديمير بوتين، يُريد إخلاء المدنيين من أجل ضربة قاضية على أوكرانيا لن تستطيع أن تنهض بعدها، وحينها يكون بوتين جعل حلف الناتو في مأزق أمام العالم.
وهناك بعض السيناريوهات المطروحة على الساحة
أوكرانيا تنتصر على الدب الروسي
ويحتمل أن تنتصر أوكرانيا الجريحة على الدب الروسي، بحيثُ تتمكن “كييف”، من صد الجيش الروسي، ولكن هذا السيناريو أعتبره الخبراء العسكريين أمرًا مستبعدًا، لكن يعتبر من ضمن النتائج المفضلة لدى الكثير من دول العالم، فالغزال الأوكراني لن يستطيع أن ينتصر عسكريًا على روسيا، ويضع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، هذا السيناريو أمام عيناه أيضًا، وخاصة بعد الدعم الكامل لـ أوكرانيا من دول الناتو .
استمرار الحرب حتى الخضوع
ويدور هذا السيناريو حول استمرار قصف أوكرانيا بالأسلحة التقليدية، حتى يجبرها الرئيس الروسي على الخضوع وحينها تكون الخسائر كبيرة، مع تزايد القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين، وحينها تجعل الدولة الروسية من أوكرانيا مقرًا للدماء، ولن يستطيع الناتو الوقوف بجانب أوكرانيا عسكريًا.
أفغانستان جديدة
ومن المحتمل أن يستمر بوتين في التصعيد، ويُرسل قوات عسكرية روسية إلى “كييف”، تكفي بإعلان هزيمة صريحة له، وفي هذه الحالة تكون البلاد كما كانت أفغانستان للزعيم السوفيتي “ليونيد بريجنيف”، بعد سنة 1979 أو أن تصبح مستنقعًا كما كانت واشنطن وحلفائها بعد سنة 2001.
النووي من أجل الإستقرار
ويدور هذا السيناريو حول استعمال الأسلحة النووية من الجانب الروسي، ويقوم بوتين بمحاصرة حلف شمال الأطلسي والأتحاد الأوروبي ويشن ضربات نووية عليهم، لعدم دعم القوات الأوكرانية، ولكن من الصعب أن يتجه الرئيس الروسي لهذا السيناريو لأنه سيؤدي إلى تبادل إطلاق نووي، حتى تنتهي الحرب بالتدمير المتبادل لشتى الأطراف، وحينها لن يكون أمام أوكرانيا سوى الإستسلام، حينئذٍ يكون هو الخيار السوي، ويكون الاستسلام من أجل خفض التصعيد.
ثورة على الأبواب
وفي هذا السيناريو يكون الشعب الروسي، أدرك خطورة الحرب، وحينها يكون سيناريو التظاهر والثورة محتمل لإيقاف العملية العسكرية على أوكرانيا، وستقف حتميًا الحرب ضد أوكرانيا.
واشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس 24 فبراير الماضي، وشن فلاديمير بوتين الرئيس الروسي، الهجمات الصاروخية على أوكرانيا واستهداف المناطق العسكرية في ظل اجتماع جلسة مجلس الأمن للتوصل لحل سلمي، ودمر الجيش الروسي القواعد الجوية لـ أوكرانيا في أقل من 4 ساعات بعد اندلاع الحرب، وأصبحت تطلق وابلًا من الصواريخ على الأراضي الأوكرانية، وحلقت الطائرات الروسية فوق الأراضي الأوكرانية لتحديد أهدافها وتسهل الأمر على الدبابات وباقي عناصر الجيش من دخول «كييف».