هل فكرت يوما في العلاقة بين هذه الأشياء الثلاثة: ألبوم “إلا أنا” للفنانة أنغام، التليفون الأرضي، والمحمول؟
الإجابة تكشفها التواريخ، فالألبوم التسعينياتي للمطربة صاحبة الصوت الرائع صدر عام 1993، في حين بدأ تدشين خدمة الهاتف المحمول في مصر للمرة الأولى بعد ذلك بثلاث سنوات، أي عام 1996.
كان من الطبيعي إذن أن يكون ضمن الألبوم أغنية بعنوان “نمرة تليفونك كام“، والمقصود هنا التليفون الأرضي، وربما هذه آخر أغنية تتغنى بالتليفون الأرضي قبل هجوم “الموبايل” منذ ذلك الوقت.
تقدم أنغام دليلا بطريقة مرحة ولطيفة لكيفية مغازلة الطرف الآخر، بكلمات الشاعر خيري فؤاد وألحان والدها الموسيقار محمد علي سليمان.
تبدأ كلمات الأغنية بالطلب التالي: “نمرة تليفونك كام.. إديني النمرة أوام.. حشغل لك بالك ليلة.. ياللي شغلتني أيام”. تسأل أنغام حبيبها عن رقم التليفون الأرضي حتى تستطيع محادثته.
ثم تؤكد له أنها ستكون أمينة على النمرة ولن تعيطيها لأحد، فتقول: “نمرة تليفونك ديا.. راح أشلها جوه عينيا.. أحسن لو حد سمعها.. يديك تليفون قبليا”. تخاف أنغام من أن تصل النمرة إلى أي فتاة قبلها، فتسبقها في محادثة الحبيب.
بعد ذلك نجدها تتعزل في حبيبها الذي يحظى بمعجبات بالملايين: “والناس شوف كم مليون.. عايزين بس التليفون”، ثم تهمس إليه قائلة: “وشوشني وقولي النمرة.. مضبوط مش أي كلام”.
ولأن حبيبها ماطل في منحها نمرة التليفون، فإن أنغام “تقلب على الوش التاني” كما يقولون:، وتتحداه قائلة: “أنا عارفة إنك مش أدي..ولا راح تقدر على عندي”، ثم تفجر المفاجأة بدلع الأنثى ودلالها فتقول: “وإن كان بقى على تليفونك.. نمرة تليفونك عندي”.
أنغام لديها رقم تليفونه إذن، أو أنه ليس معها وتكذب حتى تحافظ على “شكلها” أمام حبيبها، بل إنها تقلل مما كانت تطلبه، إذ لم تعد في حاجة إلى النمرة: “ولو إنك مش حتهون.. ولا تستحمل تليفون.. وعشان كده مش عايزه أعرف.. نمرة تليفونك كام”.