بكل تأكيد تحتاج الصلاة إلى الوضوء والطهارة الكاملة،فهذا من أهم شروط لقبول الصلاة، ولكن هل تحتاج أيضا قراءة القرآن إلى الوضوء؟، هذا كان محور السؤال الذي ورد عبر صفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية تقول فيه السائلة: «هل يجب الوضوء قبل مس المصحف مطلقًا؟ أم قبل القراءة فقط؟».
هل يوجد ضرورة للوضوء قبل لمس المصحف؟
وقد جاءت الإجابة على هذا السؤال من قبل رجال الفتوى «يجب على من أراد مس المصحف أو قراءة القرآن فيه أن يكون على طهارة تامة من الحدثين الأصغر والأكبر، لحديث علي رضي الله عنه «رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم توضأ ثم قرأ شيئًا من القرآن ثم قال هَكَذَا لِمَنْ لَيْسَ بِجَنُبٍ، فَأَمَّا الْجنب فَلَا وَلَا آيَة، أما إذا كان القارئ حافظًا للقرآن أو لجزء منه، ويتلوه بغير مس للمصحف فلا مانع من ذلك شرعًا».وأضافت دار الإفتاء المصرية على سؤال السائلة مؤكدة: “لا يوجد مانع شرعًا من قراءة القرآن بغير وضوءٍ مع عدم مس المصحف الشريف، استشهادا بقوله الله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 79].
تعرف على حكم اشتراط الوضوء لذكر الله
وفي سؤال آخر ورد إلى دار الإفتاء المصرية: «هل يعد ما اشترطه بعض الناس فيما يخص الوضوء لمن يريد ذكر الله صحيحًا شرعًا؟ وهل هذا يكون معناه أن الذكر يَفْضل على قراءة القرآن أو لا؟».
ردت دار الإفتاء المصرية على هذا السؤال قائلة«اشتراط الوضوء لذكر الله غير صحيح شرعًا، ويجوز للمسلم أن يذكر الله تعالى في جميع أحواله سواء كان متوضئًا أو على غير وضوء، إلا في حالات معينة، كالجلوس على النجاسات، وفي الأماكن المستقذرة، ولا يجوز شرعا أن يشترط أحد على الناس الوضوء لأجل الذكر، لأن هذا الاشتراط يعد أمرا لم يأت به الشرع».
وأضافت دار الإفتاء المصرية في فتواها، أن الذكر هو ما يجري على اللسان والقلب، فإن أريد به ذكر الله تعالى يكون المقصود به هو التسبيح والتحميد وتلاوة القرآن إلى غير ذلك، والذكر يكون باللسان وهذا يثاب عليه صاحبة، فإذا أضيف إليه الذكر بالقلب كان أكمل الذكر.
المقصود الذكر بالقلب هو التفكر في أدلة الذات والصفات والتكاليف وفي أسرار المخلوقات إلى غير ذلك، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على فضل الذكر ومجالسه وأهله.