كثيرة تلك الحكايات الجميلة والغريبة في قلب الصعيد وتكثر تلك الحكايات كمظهر من مظاهر شهر رمضان المبارك ونشاهد الكثير من الحكايات والقصص الغريبة والملفتة ومنها نهرو أشهر بائع قطايف وكنافة في محافظة قنا هذه الشهرة التي اكتسبها نهرو ليست فقط لجودة القطايف والكنافة التي يصنعها ولكن لتلك الطريقة الغريبة التي يقدم بها القطايف لزبائنه والتي تأتى إليه من معظم قرى المحافظة إن لم تكن لتشترى القطايف ولكن لتشاهد ما يفعله نهرو في تقديم القطايف لزبائنه فهو يطير القطايف فى الهواء بطريقة اكروباتية غريبة تمهيدا لتقديمها لزبائنه والذين اصطفوا أمام محله إما لشراء القطايف أو مشاهدة ذلك الشاب الزى يقدم القطايف بطريقة عجيبة وكأنها فقرة مسلية في السيرك.
في البداية يذكر محمود احد شركاء نهرو في محل بيع الكنافة لـ أوان مصر : نحن نشتهر في قنا بصناعة الكنافة والقطايف وزاد من شهرتنا هي تلك الحركات التي يقوم بها نهرو في تقديم القطايف للزبائن وهى التي جذبت الكثير من الزبائن والتي أحيانا كثيرة تأتى ألينا من القرى المجاورة لمشاهدة نهرو وهو يقدم القطايف للزبائن وهى من الطرق التي أضافت لنا رواجا كبيرا في بيع الكنافة والقطايف في قنا.
وفى بداية حديثه لـ أوان مصر يذكر نهرو كيف بدأ في العمل بصناعة الكنافة والقطايف فيقول : الناس كلها مكسبها فلوس ونهرو مكسبه الصلاة على النبي مكملا : أنا بدأت العمل في صناعة القطايف وأنا عندي 13 عام واللي علمني شخص اسمه حمادة جمال وكان شغلي أن أرص القطايف أمام بعد استوائها على الصينية واستمريت خلال تلك السنوات حتى أصبح لدى خبرة كبيرة في صناعة القطايف وأضاف : لصناعة القطايف أسرار كثيرة في المهنة وذكرا أن عجين القطايف يختلف بشكل كبير في تكوينه عن الكنافة وذلك من أسرار المهنة التي نتميز بها عن غيرنا من بائعي القطايف والكنافة فى قنا.
علشان تكون مشهور تعمل مفعول وتشغل الجمهور والشغل مش عيب هكذا لخص نهرو قصة حياته في تلك الكلمات فنهرو يعمل في أكثر من مهنة فهو أيضا يعمل نبطشى أفراح ويحظى أيضا بشهرة كبيرة في ذلك المجال لما يقدمه من فقرات وأداء مختلف مع الاهالى الأفراح جعلته مشهورا بين كل من يعلمون في تلك المهنة وكأنه يريد أن يقدم رسالة مفادها هي الإبداع في العمل هو من أهم وسائل النجاح مع الناس فيقول نهرو : الشغل مش عيب العيب أن يقف الشاب مكتوف الايدى مستسلما للظروف المحيطة به ومستني الوظيفة التي أصبحت شبه مستحيلة وأنا بشتغل أكثر من شغلانة ففي رمضان تتوقف الأفراح فاعمل في مهنة بيع القطايف والكنافة وباقي شهور العام وخاصة في الصيف أعود إلى مهنة النبطشى في الأفراح والحمد لله احظي بشهرة كبيرة وتاتينى طلبات شغل كثيرة من كل القرى والمدن في قنا وأحيانا كثيرة من خارج المحافظة.
ويكمل نهرو لم اكتفى فقط بالعمل ولكن قررت أن أقدم الجديد الذي يجذب الزبائن ويجعل من مهنتي ناجحتين ومنها تلك الطريقة التي أقدم بها القطايف للزبائن هذه الطريقة أقدمها منذ عدة سنوات وأودت بثمارها مع الزبائن وبدأت أعداد الزبائن كل عام تزيد عن العام السابق له بل وتأتى كثير من الناس وفى البداية تتفرج على ما أقوم به وبينتهى بها المطاف أن تكون قد اشترت منا القطايف أو الكنافة.
وفى لقاء مع احد الاهالى أثناء قيامه بشراء القطايف يذكر احمد لـ أوان مصر : الحقيقة إحنا مع كل سنة في رمضان لا نشترى الكنافة أو القطايف إلا من نهرو لجودتها ولاختلافها عن القطايف والكنافة في المحال الأخرى إضافة إلى تلك الطريقة التي يقدم بها نهرو القطايف إلى الزبائن والتي نستمتع بمشاهدتنا لها أثناء شراءنا القطايف والكنافة ويضيف ابنه : انا بحب جدا أشاهد كل يوم عم نهرو وهو بيطير القطايف في الهواء واتى كل يوم لمشاهدة عم نهرو وهو بيطير القطايف في الهواء.
بقدر ما كان نهرو جاذبا للزبائن بطريقته العجيبة والغريبة بقدر ما هو يضرب مثالا يحتذي به للشباب في الصعيد تاركا لنا كثير من الرسائل أهمها أن الشغل مش عيب وان على الشباب آن يبحثوا عن العمل لا أن يبحث العمل عنهم وابيضا أن الإبداع في العمل والبعد عن التقليدية في الأداء هو من اقصر الطرق للنجاح