كتبت – سماح عثمان
ببشرة سمراء ووجه بشوش يجلس على كرسي خشبي بين الأوراق والملفات القديمة بقسم المحفوظات بمحكمة الأسرة بمحافظة أسوان، إذ يبحث المواطنين على الأوراق الخاصة بآبائهم وأجدادهم التى تتجاوز المائة عام، جلس ” أحمد نصر الدين” موظف قسم المحفوظات المحال للمعاش منذ عام يواصل عمله دون مقابل وفضّل الاستمرار بالعمل عن الجلوس على المقهى أو بالمنزل.
تحدث خلال لقاؤه مع برنامج صباح الورد المذاع عبر فضائية “تين” قائلاً: “خرجت على المعاش منذ عام تقريباً ولكن أواصل الحضور إلى عملى السابق لمساعدة المواطنين الراغبين فى الحصول على الأوراق الثبوتية لآبائهم وأجدادهم، فهذا البحث عمل شاق ويحتاج فترة حتى تعتاد عليه الموظفة الجديدة خاصة أنها لا زالت تؤدى العمل بنظام “الخدمة العامة”.
.وتابع “نصر”، “أنا حافظ المكان هنا زى بيتى بالظبط، وشايف ضغط الشغل على زملائى فى طلبات المواطنين بإستخراج وثائق الزواج والطلاق الخاصة بآبائهم وأجدادهم من الراغبين فى الالتحاق بالكليات العسكرية أو الشرطة أو ممن يقدمون لأداء الخدمة العسكرية، ويتطلب منهم تقديم قيد عائلى عن ذويهم من الآباء والأجداد، وهذه الأوراق قد ترجع لعشرات السنين.
عثرت على وثيقة عمرها 144 عام موثقة بالتاريخ الهجري
ولفت أحمد نصر، إلى أن المكان يضم أوراق ثبوتية قديمة جداً، حتى أنه ساعد أحد الأحفاد منذ فترة قريبة على إيجاد وثيقة زواج لجده وكانت ترجع إلى عام 1298 هجرية، أى ما يقرب من 144 سنة، وليس على الوثيقة تاريخ بالميلادى لعل هذه الفترة كانوا يسجلون الزواج بالتواريخ الهجرية، وكان مهر الزوجة فى ذلك العقد هو 400 قرش، وحصل العروسان مبلغ 5 قروش ثمن ورقة القسيمة.
وعبر الموظف، عن سعادته عندما يعثر لشخص على ورقة أو وثيقة عانى فترة من أجل الوصول إليها، ويرى ذلك من خلال دعوات الناس الصادقة بعد إنهاء خدمتهم التى قد يقطعوا المسافات من أجلها ويسافر بعضهم من الشمال إلى أقصى الجنوب للحصول على مستند لأبيه أو جده أو جد جده، وعلق قائلاً: “بشعر بارتياح نفسى شديد، ولا أتمنى من الله غير ذلك”.