أجرى وزير الخارجية سامح شكري عدد من المحادثات الهامة على هامش مؤتمر ميونخ للأمن حيث التقى نظرائه في دول الدنمارك وبلغاريا وهولندا والكويت وسلوفينيا ومستشار الأمن القومي البريطاني وحضر الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة الدولية حول ليبيا وتصدرت القضيتين الفلسطنية والليبية جميع محادثاته .
بلغاريا
استمراراً للقاءاته المكثفة في اليوم الثاني من زيارته إلى ميونخ، عقد وزير الخارجية لقاءً ثنائياً مع نائبة رئيس الوزراء للإصلاح القضائي ووزيرة خارجية بلغاريا “ايكاترينا زاهرييفا”، حيث تناول اللقاء أوجه العلاقات الثنائية، والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري أشاد بالزخم الذي شهدته العلاقات خلال الفترة الماضية، مؤكداً أهمية استكشاف مجالات جديدة للتعاون. كما تم الإعراب عن التطلع لانعقاد الدورة الأولى للجنة العُليا المُشتركة برئاسة وزيري خارجية مصر وبلغاريا قريباً، بما يعكس خصوصية العلاقات بين البلدين، حيث كانت مصر أول دولة بالمنطقة تقيم مع بلغاريا علاقات دبلوماسية. كما تطرق الوزيران لفرص التعاون في مجال تمكين المرأة، حيث أكد الوزير شكري في هذا الصدد على الأولوية التي يوليها السيد رئيس الجمهورية لهذا الملف.
هذا، وذكر حافظ أن الوزيرين ثمنا خلال اللقاء الروابط الاقتصادية المتميزة بين مصر وبلغاريا، كما تم التأكيد على آفاق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة على ضوء مساعي مصر لأن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة شرق المتوسط، وتزامُن ذلك مع المسعى البلغاري لأن تكون مركزاً إقليمياً للطاقة في منطقة البلقان وشرق أوروبا.
وأختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته، بالإشارة إلى أن اللقاء تطرق إلى القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث حرصت وزيرة خارجية بلغاريا على الاستماع للرؤية المصرية حول العديد من الملفات، وخاصة تطورات الأوضاع في ليبيا، والقضية الفلسطينية.
مستشار الأمن القومي البريطاني
والتقى وزير الخارجية سامح شكري، ، مستشار الأمن القومي البريطاني “مارك سيدويل”، حيث تناول اللقاء مجمل العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا، والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أكد خلال اللقاء على الأهمية التي توليها مصر لتطوير علاقات التعاون مع بريطانيا في شتى المجالات، مشيداً بالتطورات الإيجابية التي شهدتها تلك العلاقات خلال الفترة الماضية، ومثمناً قرار بريطانيا استئناف حركة الطيران المباشر إلى شرم الشيخ.
هذا، ومن جانبه نقل “سيدويل” تحيات رئيس وزراء بريطانيا إلى رئيس الجمهورية، معرباً عن تقدير بلاده لمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة أفريقيا-بريطانيا للاستثمار التي انعقدت شهر يناير الماضي.
وأوضح حافظ أن الجانبين ناقشا سبل تعزيز العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والسياحية، وأهمية مواصلة الجهود للتصدي لكافة التحديات المشتركة، وخاصة استمرار التعاون القائم لمكافحة الإرهاب، وتنسيق جهود مواجهة ظاهرة تغير المناخ، حيث استعرض الوزير شكري الدور الذي تقوم به مصر في هذا الصدد.
وعلى صعيد متصل التقى سامح شكري وزير الخارجية، اليوم الأحد 16 فبراير الجاري، “ييبى كوفود”، وزير خارجية الدنمارك، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر ميونخ للأمن، حيث تم تناول العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات الثنائية
وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أشاد خلال اللقاء باستمرار التطور الملموس الذي تشهده العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، معرباً عن التقدير كذلك لمستوى التنسيق القائم بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
كما تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية تطوير التعاون القائم في العديد من المجالات، وخاصة في مجال الطاقة والطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة. هذا، وأثنى الوزير الدنماركي على استراتيجية التنمية المستدامة “رؤية مصر 2030″، فيما استعرض الوزير شكري برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي عكفت الحكومة على تنفيذه.
واختتم المتحدث باسم الخارجية تصريحاته، مشيراً إلى أن الوزيرين تباحثا حول القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك، حيث استعرض الوزير شكري محددات الموقف المصري إزاء سبل التعامل مع الأزمات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تطورات القضية الفلسطينية والأزمة في ليبيا.
وزير خارجية الكويت
كما التقى وزير الخارجية سامح شكري، وزير خارجية الكويت الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد الصباح، وذلك على هامش فعاليات الدورة 56 لمؤتمر ميونخ للأمن.
وصرح المُستشار أحمد حافظ، المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شُكري استهل اللقاء بتهنئة نظيره الكويتي بتولي منصب وزير الخارجية، مُعربًا عن تمنياته للوزير الكويتي بالتوفيق في مهمته الحالية، كما أكد وزير الخارجية على عُمق العلاقة الاستراتيجية القائمة بين مصر والكويت وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط تاريخية وعلاقات أخوية وطيدة.
وأضاف حافظ أن وزير الخارجية أكد على تقدير مصر قيادة وحكومة وشعبًا لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الصباح ودوره الهام في دفع مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين، كما أعرب عن تطلع مصر لاستضافة الدورة المُقبلة من اللجنة الوزارية المُشتركة خلال الشهر المُقبل، وبما يُسهم في دفع أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين إلى آفاق أرحب.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية أنه تم التأكيد على الموقف الثابت من القضية الفلسطينية، كما تطرق الوزيران إلى التطورات المُتسارعة التي تشهدها الساحة الإقليمية؛ بما في ذلك الأوضاع في سوريا، والتوترات المُستمرة على المشهد الليبي، حيث اتفق الوزيران على رفض التدخلات الإقليمية في شئون الدول العربية وكذلك رفض التهديدات التي تتعرض لها دول الخليج العربي.
الأزمة الليبية
وشارك وزير الخارجية سامح شكري، في الاجتماع الوزاري للجنة المتابعة الدولية المنبثقة عن قمة مؤتمر برلين حول ليبيا، والذي يهدف لمُتابعة تنفيذ مُخرجات القمة ودفع مسارات تسوية الأزمة الليبية برعاية الأمم المتحدة.
وصرح المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شكري أكد خلال مداخلته بالاجتماع موقف مصر الثابت من الشأن الليبي، والمتمثّل في الحرص الكامل على إنهاء الأزمة الليبية عبر التوصُّل لحل سياسي يُمهّد الطريق لعودة الأمن والاستقرار هناك، ويُلبي آمال وتطلعات الشعب الليبي الشقيق.
واتصالاً بمُتابعة تنفيذ مُخرجات قمة مؤتمر برلين، رحب وزير الخارجية بعقد اجتماعات اللجنة الأمنية بجنيف بصيغة (5+5)، مُشيراً إلى أهمية البناء على نتائج الاجتماعات التي احتضنتها القاهرة للعسكريين الليبيين من مختلف المناطق، وأكد على ضرورة إيلاء الأهمية اللازمة لمسار محاربة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في ليبيا بالتوازي مع جهود التوصل لتسوية شاملة للأزمة الليبية. كما نوه الوزير شُكري بأن نجاح مُخرجات اللجنة الأمنية مُرتبط بتناول اجتماعاتها لمختلف أبعاد الوضع الأمني في ليبيا، وعلى رأسها تفكيك الميليشيات والتصدي لعمليات نقل المقاتلين الإرهابيين الأجانب والعناصر المتطرفة إلى الداخل الليبي، واستخدام هذه العناصر كأداة لقتل الليبيين واستنزاف ثروات الشعب الليبي.
وأوضح حافظ، أن وزير الخارجية رحب كذلك بما توصل له المشاركون في أعمال اللجنة الاقتصادية التي استضافتها القاهرة يوميّ 9 و10 فبراير الجاري، وكذا بدور البعثة الأممية وفريقها الحالي في إيلاء المسار الاقتصادي أهمية خاصة، مع التأكيد على استمرار الموقف المصري المتمسك بضرورة اضطلاع الليبيين أنفسهم بالدور الرئيسي في حل الإشكاليات الاقتصادية الراهنة، وذلك بمعاونة من المجتمع الدولي.
واختتم المتحدث باسم الخارجية، بأن الوزير شُكري أكد خلال مُداخلته على ضرورة التركيز على إعادة الشرعية للمؤسسات في ليبيا بما في ذلك إعادة تشكيل المجلس الرئاسي ليشمل تمثيل كافة أطياف الشعب الليبي، مُحذراً من محاولات بعض التيارات السيطرة على مجريات اجتماعات اللجنة السياسية المُزمع عقدها في جنيف يوم 26 فبراير الجاري، بما يتطلب موقفاً حاسماً للتصدي لمساعي تلك الأطراف المخربة، في ظل استفادتها من إبقاء حالة الصراع القائم ومحاولتها نسف أي جهود تهدف للتوصل لحل سلمي للأزمة يُنهي معاناة الشعب الليبي الشقيق.