في زحمة الحياة تُسرق أعمارنا ويتجمد رصيد الحب في قلوبنا ويتوقف الانسان طواعية وبمهارة فائقة عند كل ما يقلقه ويرفع من منسوب التوتر والخوف على المستقبل مما يجري حوله في اللحظة الراهنة وعلى النقيض تماما من ذلك لا يتوقف نفس الشخص كثيرا أمام ما يطمئنه ويرفع معدلات الهدوء النفسي لديه ليعيش في دوامة بلا نهاية ويدخل نفسه في دائرة خبيثة من القلق على المستقبل والخوف من المجهول والغضب لأتفه الأسباب والشك فيمن حوله بلا مبرر ، ويجري قطار العمر بلا توقف ويستمر الخوف والقلق طوال حياتنا حتى نرحل ، أما عن أرصدة الحب المؤجلة والتي لا يتم رفع التحفظ عنها إلا بعد رحيل من نحب فهذه كارثة كل بني الانسان بلا استثناء ، فكم من إنسان رحل عن دنيانا واكتشفنا أننا نحبه حبا شديدا ولم نخبره بذلك في حياته ؟ كم من إنسان رحل عنا وكان يتمنى لو يسمع منا كلمة حب واحدة ؟ لماذا لا نحب الناس في حياتهم ونبخل عليهم بكلمة الحب وهم بيننا ومعنا وحولنا طوال الوقت ؟ لماذا لا نفتح خزائن الحب والانسانية والوفاء إلا بعد رحيل من كان يستحق كلمة الحب في حياته ؟ كم نحن قساه وعصاه على أنفسنا وعلى من يستحقون منا الود والوفاء والحب والتسامح ، اذهبوا الى سرادقات العزاء وأخبروا الحزانى و البكائين بأنهم كانوا شديدي البخل على أحباءهم وهم على قيد المياه ، الآن فقط يتذكرون ويتمنون لو كانوا يعلمون بموعد رحيلهم لكانوا أغدقوا عليهم حبا وحنانا ، هل آن لنا أن نستفيق من وهم الخوف والقلق والشك حتى يمر قطار العمر بلا حوادث ؟ هل آن لنا أن نرفع التحفظ على أرصدة الحب في قلوبنا ولا نبخل ولا نؤجل حتى لا نبكي بعد فوات الأوان ؟