ليست المرة الأولى التي نرى فيها الدماء متساقطة على أحد سلالم المستشفيات في مشهد درامي تكرر في العديد من الأفلام، ولكنها المرة الأولى التي نرى فيها هذا المشهد في الواقع، «فاطمة» التي تساقطت دمائها على السلالم بغزارة لم ترى ابنتها سوى مرة واحدة بسبب خطأ طبي ارتكبه أحد الاطباء.
دخلت «فاطمة» صاحبة الـ 31 عامًا، غرفة العمليات بشكل طبيعي و بصحة جيدة لإجراء ولادة قيصرية في شهر الولادة التاسع، ولكنها استغرقت ساعات طويلة على غير عادة العمليات القيصرية، وخلال ساعات الانتظار التي سبقت دخولها العمليات كانت الأسرة خارج غرفة العمليات تنتظر، لتكون المفاجأة خروج كميات غزيرة من الدماء من المكان وتتساقط على السلم حتى وصلت إلى الطابق الأرضي، وهو الأمر الذي أثار الريبة في نفوسهم.
وقال «مجدي ممدوح» نجل عمة الضحية، أن الطبيب «م.ي» أثناء إجرائه الجراحة استعان بطبيب آخر يدعى «و.ح»، ودخل غرفة العمليات ليساعده في أمر لم يفصحا عنه، ليدركوا حينها أن هناك أمر ما، وحاولوا الاطمئنان على الحالة دون أي رد من الطبيبين حتى غادروا المكان.
وفقًا للتقرير الطبي الصادر عن مستشفى «قصر العيني» عقب إجراء العملية، اتضح أن الطبيبين أجريا جراحة لها في الأمعاء دون العودة للأسرة، رغم أن حديثهما عن الحالة كان مطمئنًا، لكن الواقع تناقض مع رواية الطبيبين أما الحالة الصحية للسيدة فازدادت سوء بعد خروجها من المستشفى، وكانت تعاني من ألام شديدة وظهر عليها علامات المرض الشديد بسبب حدوث قطع في الأمعاء بعد خروجها.
وقال «مجدي» نجل عمة الضحية ايضًا، أنها خرجت من غرفة العمليات مصابة بتسرب معوي: «أدركنا وقتها أن هناك خطأ طبي جسيم يحدث بعد تدخل الطبيبين لإجراء الجراحة ما تسبب في دخولها مرحلة خطر الوفاة لمجرد أنها كانت تجري عملية قيصرية، ورغم إنكار الطبيبين إلا أنه بعد 4 أيام وبناء على الفحوصات الطبية تبين حدوث قطع في الأمعاء على يدهما».
وأستكمل حديثه: «خرجت فاطمة من غرفة العمليات ومن المؤسف أن الطبيبين لم يصارحا الأسرة بما حدث خوفا من المسائلة وقررا كتمان الأمر بينهما وكأن هذا الخطأ الجسيم داخل غرفة العمليات العمليات لم يحدث من الأساس، واستكملا إجراءات الخياطة، وبعد الخروج من المستشفى تبين إصابة الضحية بقطع خطير في الأمعاء.. كنا وقتها لا نعلم الأمر ولو كنا نعلم بناء على تقرير من المستشفى بأن هناك خطأ حدث كنوع من الشفافية كانت الأمور ستسير في اتجاه آخر من حيث الوقت بهدف إنقاذها فالأمر كان خطيرًا للغاية».
«بعد ساعات طويلة من البحث عن منقذ استقبلتها مستشفيات جامعة القاهرة وكانت الحالة شديدة الخطورة وتبين من خلال الأشعات وجود قطع في الأمعاء نتيجة العملية الجراحية وبعدها قمنا بنقلها إلى مستشفى خاص بمدينة نصر لإجراء عملية جراحية.. قالولنا المستشفى دي فيها جراح كبير» لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة فيه.