“اتخلى عني ولادي بعد ما حصللي شلل”، بهذه الكلمات بدأ عم محمد قصته المؤلمة التي يغمرها العذاب والضنين، وحجود الأبناء، وقطع صلة الرحم والدعس عليها بأقدام تفوح منها رائحة العقوق والجبروت، وغياب الضمير، حتى وصل رجل ستيني، على الأرجح، مشردًا يحيا حياة الأرصفة في شوارع لا يحكمها سوى الجوع والفلس، والنوم دون أمان.
ونشرت الصفحة الرسمية لمؤسسة “معانا لإنقاذ الإنسان“، عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وقال عم محمد: “ولادي رموني في الشارع.. كنت شغال كل حاجة علشان أصرف عليهم وأربيهم أحسن تربية لحد ما عملت حادثة وأجريت عملية جراحية، وأصبحت قعيدًا على كرسي متحرك”.
وأوضحت المؤسسة، في منشورها، أن وضعه الصحي حرج للغاية، وغير قادر على الحركة”، وعبّر عم محمد، عن حالته، قائلاً: “كنت بشحت منهم المياه والأكل حسيت انى تقيل عليهم أوى عليهم بعدها أترميت في الشارع بالمنظر المؤلم الذي أعيشه، الغريب بيخدمنى، وتعبت من النوم في الشارع ونفسي أرجع أمشي تانى على رجلي مش عايز احتاج لشخص تاني نهائي”.
وأشارت “معانا لإنقاذ الإنسان” إلى أن تمّت الاستجابة على استغاثة المؤسسة، وتم نقل الرجل المُسن لدار لرعاية كبار الأسنان؛ لتلقي الرعاية كاملة، خاصة أن بالكشف المبدئي تبين انه يعاني من كسر مضاعف بعظمة الفخد وكسر بالحوض نتج عنه عدم القدرة على الحركة، بالإضافة إلى جروح متفرقة بالجسد وقرح فراش وضعف عام وارتفاع بالضغط والسكر”.
واختتمت المؤسسة بأن هناك مئات الحالات التي تنتظر العلاج والرعاية والاهتمام، ومن ثم تسعى المؤسسة بنسعى بأقصى جهد من أجل إنقاذ ورفع شعار “الإنسانية أولا”؛ سعيًا لإنقاذهم في أسرع وقت ممكن.