مذبحة الإسماعيلية/ تلك الكلمة التي ترددت على مسامعنا جميعًا خلال الأيام الماضية لتتصدر مواقع التواصل الاجتماعي جميعها، وتتصدر الصحف وقنوات التلفزيون، واقعة بشعة شهدتها محافظة الإسماعيلية، عندما تجرد عبد الرحمن نظمي أو كما يطلق عليه “سفاح الإسماعيلية” من مشاعر الإنسانية والرحمة وأقدم على قتل أحد الأشخاص في الطريق العام بمحافظة الإسماعيلية، وفصل رأسه عن جسده وأخذ يتجول بها في شوارع الإسماعيلية ليتباهي بفعلته الشنيعة أمام أهالي المنطقة.
وبعد حوالي 36 يومًا من التحقيقات والوقوف في ساحة المحكمة أخذت العدالة مجراها اليوم الخميس، وقضت محكمة جنايات الإسماعيلية بإحالة أوراق المتهم “سفاح الإسماعيلية” إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.
قطرات من دموع الندم ذرفها “سفاح الإسماعيلية” داخل قاعة المحكمة بعد استماعه لإحالة أوراقه إلى فضيلة المفتي.
المتهم بيتعاطى مخدر الشابو
«الشابو»أو الكريستال ميث ، جميعها مسميات تهدف إلى نفس النتيجة وهي الهلاك أو القتل، يستخدمه الأشخاص الذين باعوا أرواحهم للشيطان في سبيل تناول المخدرات، وآخرون باعوا ضمائرهم في سبيل توزيع المخدر وترويجه للشباب وتشجيعهم على تعاطيه، «الشابو» كان يعرف سابقًا بأنه لأولاد الأكابر فقط في مصر، بسبب إرتفاع سعره ، إلا أنه بعد ذلك أصبح في متناول الجميع، وأصبح إنتشاره في جميع شوارع مصر، لا يخلو منطقة بل لا يخلو منه شارع حتى أطلق عليه “مخدر الشوارع”.
الشابو المتهم الرئيسي في مذبحة الإسماعيلية
أسند محامي المتهم بجريمة«سفاح الإسماعيلية» التهم التي أسندت لموكله، إلى مخدر “الشابو” والذي كان يتعاطيه المتهم، إستنادًا إلى أن المخدر هو من أجبر المتهم على القتل بدون وعيه، وطالب المحامي بمعاقبة المخدر ومصدره، والمتسببين في القتل وليس بقصد موكله.
وأضاف المحامي أن الشوارع المصرية مليئة بالمخدرات التي تهلك متعاطيها وتتسبب في قتلهم، ويجب معاقبة المواد المخدرة ومروجيها ووضع “سفاح الإسماعيلية” في مصحة نفسية لعلاجه، ونفى التهم المسندة إليه لعدم درايته بما يفعل بسبب تعاطيه المخدرات.
المحاكمة الأولى لـ سفاح الإسماعيلية بعد الواقعة
نظرت محكمة استئناف الإسماعيلية يوم السبت، الموافق 4 ديسمبر أولى جلسات محاكمة المتهم بقتل مواطن ذبحًا عمدًا، والشروع في قتل ثنين آخرين وسط الشارع بالإسماعيلية.
وكان المستشار حمادة الصاوى، النائب العام، قد أمر بإحالة المتهم بقتل مواطن ذبحًا عمدًا بالإسماعيلية والشروع في قتل إثنين آخرين إلى محكمة الجنايات المختصة في محاكمة جنائية عاجلة؛ لمعاقبته عما نُسب إليه مما تقدَّم، وكذا تعاطيه موادَّ مخدِّرة، وإحرازه أسلحة بيضاء -دون مُسوِّغ قانوني- في أحد أماكن التجمعات بقصد الإخلال بالنظام العام.
و أقامت النيابة العامة الدليل قِبَلَ المتهم من شهادة المجني عليهما المصابيْن وعشرة شهود آخرين وما أسفر عنه اطلاعُها على مقاطع تصوير الجريمة، وتعرفها على المتهم بها، فضلًا عن إقرار المتهم تفصيلًا بارتكابه الجرائم المنسوبة إليه، وما ثبت بتقرير مصلحة الطب الشرعي بجواز حدوث الواقعة وفْقَ التصوير الوارد في التحقيقات واحتواء نتيجة التحليل الخاصة بالمتهم على مُخدِّر سبق أن أقرَّ بتعاطيه وحدَّد نوعه في التحقيقات، فضلًا عن نوع آخر.
كما ثبت بتقرير إدارة الطب النفسي الشرعي الصادر عن المجلس الإقليمي للصحة النفسية من خلوّ المتهم من أي أعراض دالة على اضطرابه نفسيًّا أو عقليًّا مما قد تفقده أو تنقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز ومعرفة الخطأ والصواب، وذلك سواء في الوقت الحاليّ أو في وقت الواقعة محل الاتهام، مما يجعله مسئولًا عن الاتهامات المنسوبة إليه.
ووجهت النيابة العامة للمتهم تهم قتل آخر ذبحًا عمدًا بالإسماعيلية والشروع في قتل اثنين آخرين، وكذا تعاطيه موادَّ مخدِّرة، وإحرازه أسلحة بيضاء -دون مُسوِّغ قانوني- في أحد أماكن التجمعات بقصد الإخلال بالنظام العام.
المحاكمة الأخيرة في حياة سفاح الإسماعيلية
قررت محكمة جنايات الإسماعيلية، إحالة عبد الرحمن “دبور” والمعروف إعلاميًا بـ “سفاح الإسماعيلية” إلى فضيلة المفتي لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.
ويذكر أن هيئة المحكمة قد استمعت إلى الشهود في تلك الواقعة يوم الاثنين الماضي الموافق 6/12، التي هزت الرأي العام المصري، لما تمثله من جريمة بشعة تضر بالمجتمع، كما تستمع المحكمة إلى كل من محامي المجني عليه والشهود الحاضرين، بعدما انتدبت محكمة الجنايات المحامي أشرف ثابت للدفاع عن المتهم، لعدم وجود محامي للدفاع عنه بعد أن أخبر القاضي بأنه لا يوجد محامي معه، والذى نفى المتهم في شهادته ارتكابه الجريمة قائلاً “محصلش”.
ومن جانبه فقد فرضت قوات أمن الإسماعيلية تعزيزات أمنية مشددة أمام مجمع محاكم الإسماعيلية، قبل إعلان النطق بالحكم، على “دبور الإسماعيلية” مرتكب واقعة مذبحة الإسماعيلية.