دعت منظمة الصحة العالمية، اليوم الاثنين، دول العالم إلى عزل كافة المصابين بفيروس كورونا من أجل قطع سلسلة انتشار الفيروس حول العالم، وتقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم.
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحفي: “رسالتي بسيطة إلى جميع البلدان بشأن كورونا.. الاختبار ثم الاختبار والاختبار”.
وناشدت المنظمة جميع البلدان إيقاف انتشار الفيروس عبر عزل الحالات لمنع تفشي كورونا وتقديم الرعاية المطلوبة، مؤكدة أن استراتيجية العزل أظهرت فعالية في الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الأكثر عرضة لكورونا هم من تخطوا الستين عاما من العمر وكذلك الأطفال.
وقالت إن الأزمة الراهنة عالمية والأيام المقبلة ستكون اختبارا لثقتنا بالعلوم، ونصحت دول العالم بأن تعمل على الحد من تواصل الناس لمنع نشر العدوى.
ولفتت المنظمة إلى أن عدد الوفيات والإصابات بكورونا في أنحاء العالم تجاوز الأعداد التي تم تسجيلها في الصين.
وأعادت منظمة الصحة العالمية التأكيد على أن غسل اليدين باستمرار ووقف المصافحة والبعد بمقدار متر عن الآخرين يمنع وصول الفيروس.
دائرة الانتشار
وتسبب كورونا، في أن يعيش العالم في عزلة إجبارية فرضها الفيروس الذي تحوّل وباءً عالمياً، فارضاً على الحكومات إجراءات صارمة للحد من انتشاره، بحسب إعلان منظمة الصحة العالمية.
واتسعت دائرة انتشار الفيروس يوماً بعد يوم، تودي بحياة عددٍ كبيرٍ من الضحايا الجدد في مختلف الدول.
ووسط أخبار الإصابات والوفيات، كشف مسؤول أميركي عن بارقة أمل ينتظرها العالم أجمع، إذ أعلن أنه سيتم الكشف اليوم الاثنين عن أول جرعة تجريبية كلقاح محتمل لفيروس كورونا.
ونقلت وكالة “الاسوشيتد برس” الأمريكية عن مسؤول أمريكي بارز، قوله بأن التجربة الأولى ستتلقى اللقاح التجريبي يوم الاثنين.
كما لفت إلى أن المعاهد الوطنية للصحة تمول التجربة التي تجري في منشأة أبحاث في ولاية واشنطن. ويقول مسؤولو الصحة العامة إن التحقق من نجاعة أي لقاح محتمل سيستغرق ما بين عام و18 شهراً.
وكانت في الولايات المتحدة، قد أعلنت البحرية الأميركية أن بحاراً على متن سفينة حربية أُصيب بفيروس كورونا، موضحةً أنه وضع في حجر صحي في منزله وأنه جرى إخطار الأشخاص الذين خالطوه ويخضعون لعزل ذاتي في أماكن إقامتهم.
وقالت البحرية “لا أحد منهم على متن السفينة حالياً”، مشيرةً إلى أن “سفن البحرية الأميركية تتّخذ إجراءات وقائية يومية روتينية للحد من انتشار الأمراض المعدية”. ولفتت إلى أن البحار كان على متن السفينة الحربية بوكسر.
من جانبها، أوصت المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، بتجنب تجمعات لخمسين شخصاً أو أكثر لمدة ثمانية أسابيع، قائلةً إن “كل فرد عليه دور في مجابهة انتشار فيروس كورونا المستجد”، ومطالبة المواطنين أيضاً باتباع استراتيجية “التباعد الاجتماعي”.
وأوضحت أن هذه الاستراتيجية تعتمد “على تجنب التجمعات والأماكن المزدحمة واتخاذ مسافة آمنة بقدر المستطاع مع الآخرين”.
نيويورك تعلن الطوارئ
وللحد من تفشي كورونا، أعلن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو، الأحد، إغلاق كل المدارس الحكومية في المدينة التي يرتادها نحو 1,1 مليون طالب، اعتباراً من اليوم الاثنين.
وقال دي بلاسيو في مؤتمر صحافي “يؤسفني أن أعلن أنه ابتداء من الغد، سيتم إغلاق مدارسنا الحكومية”، مضيفاً أن المدارس سيُعاد فتحها “في موعد أقصاه 20 أبريل (نيسان)”، غير أنه لم يستبعد أن تظل مغلقة حتى نهاية العام الدراسي.
وأعلن دي بلاسيو إغلاق المقاهي والمطاعم في المدينة، في وقت ستبقى خدمات توصيل الطعام الجاهز إلى المنازل متاحة.
في السياق ذاته، ذكرت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية جود دير، مساء الأحد، أنه سيتوجّب بدءًا من الاثنين فحص حرارة جميع الأشخاص الذين يدخلون إلى البيت الأبيض، أكانوا وزراء أو مستشارين أو صحافيين، وذلك في خطوة تهدف إلى الكشف عن أي عوارض محتملة للفيروس.
وأضافت أنه سيتم أيضاً فحص حرارة جميع الأشخاص الذين هم على اتصال بالرئيس دونالد ترمب ونائبه مايك بنس.
فيما نفت وزارة الصحة المكسيكية تقارير إعلامية عن أن البلاد سجلت حالة الوفاة الأولى بفيروس كورونا، قائلة إن الشخص الذي وردت الأنباء عن وفاته، وهو رجل الأعمال خوسيه كوري، لا يزال على قيد الحياة وإن كانت حالته خطيرة.
وأمس الأحد، قال المذيع خواكين لوبيز دوريغا، على تويتر، إن كوري توفي بعدما ثبتت إصابته بالمرض بعد رحلة إلى الولايات المتحدة. ونشر صحافيون بارزون آخرون تقارير عن وفاة كوري.