كتبت-رنا تامر عادل
اتجهت أنظار العالم مؤخرًا حول الانتخابات الأمريكية ونتائجها التى لن تؤثر فقط على أمريكا ولكن أيضًا على السياسة الخارجية الأمريكية وتوجهاتها إزاء الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
وبعد فوز جو بايدن، المرشح الديمقراطي، ظل ترامب في حالة انكار للهزيمة وتوالت الاتهامات بتزوير الانتخابات، كما أعربت بعض الدول عن قلقها بشأن تعامل بايدن والإدارة الجديدة مع بعض الملفات.
عدم الاستسلام.. ترامب يواصل تقديم الطعون في نتائج الانتخابات
سيمضي الرئيس دونالد ترامب قدمًا في الطعون القانونية على نتائج الانتخابات بعد أن أمر وزير العدل والمدعي العام الأميركي وليام بار المدعين الفيدراليين النظر في أي مزاعم “حقيقية” بشأن مخالفات التصويت.
وقام كبير المحامون المشرفون على التحقيقات في تزوير الانتخابات بتقديم استقاله احتجاجًا على أمر وزير العدل، حسبما نشرته وكالة رويترز.
وما زال الرئيس الامريكي دونالد ترامب يرفض الاعتراف بخسارة الانتخابات، مدعيا مزاعم لا أساس لها بشأن تزوير في التصويت، وتسعى حملته، في غضون ذلك، إلى الحصول على أمر قضائي طارئ في ولاية بنسيلفانيا لمنع تصديق الولاية على فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن فيها.
هل أقال ترامب وزير دفاعه بدافع الانتقام؟
أعلن الرئيس دونالد ترامب، مساء أمس الإثنين، عبر تويتر، أن كريستوفر ميلر سيتولى منصب القائم بأعمال وزير الدفاع، بعد إقالة مارك إسبر. لم تكن الأخبار مفاجأة للكثيرين، حيث انتشرت في الأيام الأخيرة الشائعات حول رحيل إسبر المحتمل وأنه أعد خطاب استقالته، ولكن مسؤولو البنتاغون رفضوا تلك الشائعات قبل أيام. الآن، يبدو أن الشائعات كانت صحيحة على الأرجح، حيث أعلن الرئيس ترامب إقالة إسبر على تويتر باستخدام كلمة “تم إنهاء خدمته”.
ونشأ الخلاف بين إسبر وترامب بسبب عدد من القضايا حيث شعر ترامب بالغضب خاصة بعد إعلان إسبر معارضته لتهديد ترامب باستخدام قوات الجيش لقمع احتجاجات بالشوارع على الظلم العرقي في أعقاب مقتل جورج فلويد بعد محاولة الشرطة اعتقاله في مدينة منيابوليس هذا الصيف.
هل يرفض ترمب تسليم السلطة؟
تتجه الأنظار إلى الرئيس دونالد ترمب كي يقر بالهزيمة مما يضمن انتقالاً سلمياً للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية في 20 يناير المقبل. يستعد في العادة مسؤولون لترتيب عملية انتقال السلطة قبل أشهر من موعد الانتخابات، لذلك قام بايدن بتعيين صديقه القديم تيد كوفمان، الرئيس السابق لموظفيه حين كان نائباً للرئيس باراك أوباما وعضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية ديلاوير، كقائد لفريقه الانتقالي.
وعلى الجانب الآخر شكلت إدارة ترمب مجلس تنسيق انتقالي للبيت الأبيض للمساعدة في ذلك، بإدارة كريس ليدل، مساعد ترمب، الذي التزم حتى الآن المواعيد النهائية لإطلاع الكونغرس على خططه المحتملة لتسليم السلطة إلى إدارة بايدن.
وتختلف الآراء حول كيفية قبول ترمب للخسارة، يعتقد المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة يلتزم سيادة القانون على الرغم من مسارات التقاضي لحملة الرئيس.
خطوات بايدن الأولي بعد فوزه بالرئاسة والكورونا في أولوياته
قال فريق الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، إنّه سيجعل من معالجة جائحة فيروس كورونا على رأس أولوياته. سيكون هناك المزيد من الاختبارات وسيُطلب من الأمريكيين ارتداء أقنعة الوجه.
قال الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس إنهما سيحركان مسار الولايات المتحدة لمواجهة فيروس كورونا في اتجاه مختلف تمامًا. وكانت هناك أرقام حالات جديدة مرتفعة بشكل مخيف الأسبوع الماضي، وبحلول الوقت الذي يتولى فيه بايدن منصبه (في 20 يناير)، سيكون هناك أكثر من 372 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا، وفقًا لمعهد المقاييس الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن.
و قالت الدكتورة ميغان راني، طبيبة الطوارئ في جامعة براون، لشبكة سي إن إن، “إنه بحلول الوقت الذي تتولى فيه إدارة بايدن السلطة، سيكون هذا الفيروس قد انتشر بالفعل في المجتمعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة”.
وعلى صعيد آخر صرحت السناتور عن ولاية مينيسوتا، إيمي كلوبوشار، شبكة سي إن إن الأمريكية، إن الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبته كامالا هاريس سيعملان على بناء “تحالف كبير” لتوحيد المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين.
وقالت إن “من أول الأشياء التي سيفعلها في الأسابيع القليلة المقبلة هو الاتصال بالحكام الديمقراطيين والجمهوريين، والاتصال بالأعضاء الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس لبدء الحديث عما يحتاج إلى فعله والحصول على المشورة بشأن المرحلة القادمة”.
وفي سياق آخر، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستنضم مجددًا إلى اتفاقية باريس للمناخ في غضون 77 يومًا. وكان قد أعلن دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ في 4 نوفمبر لتكون أول دولة في العالم تنسحب رسميًا من اتفاقية باريس للمناخ.
قلق السعودية من تعامل بايدن مع ملف النووي الإيراني
تعتبر تجاه السعودية أن بايدن هو الرئيس الموالي لإيران الذي سيتبنى سياسة تصالحية طهران التي من شأنها أن تشكل خطرًا على المنطقة. وفي هذا السياق نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، أنه من المتوقع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني، اليوت ابراهامز، خلال هذا الأسبوع، السعودية، بعد زيارته الحالية لإسرائيل. وخلال هذه الزيارات سيناقش ابراهامز مع كبار المسؤولين في القدس والرياض التهديد الإيراني.
وأكثر ما يقلق السعودية هو تأييد الحزب الديمقراطي تنفيذ “قانون جاستا” الذي يحاسب السعودية على تفجيرات 11 سبتمبر، باعتبار تورط مواطنين سعوديين فيها. وهذا القانون فُصل كى يتم من خلاله توجيه الاتهام للمملكة العربية السعودية وأعضاء أسرتها الحاكمة بالضلوع بصور مباشرة وغير مباشرة فى هجمات 11 سبتمبر الإرهابية والتى وقعت عام 2001. بالإضافة لذلك يسعي الحزب الديمقراطي إلى محاسبة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على عملية اغتيال جمال خاشقجي. وقد تُستغل هذه القضايا لدفع السعودية إلى توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل.
وعلى الجانب الآخر، منذ الإعلان عن فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، توالت المواقف الإيرانية المعبّرة عن تمنيات ببوادر أمل في تغير سياسة الإدارة الأميركية تجاه طهران. فقد أعرب نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، عن أمله في رؤية تغييرًا في سياسة الولايات المتحدة والالتزام بالمعاهدات الدولية، في إشارة منه إلى الاتفاق النووي.
نتنياهو على وشك قبول صديق جديد
ألتزم نتنياهو وأعضاء حزب الليكود الصمت في بداية الانتخابات الأمريكية حتى أن نتنياهو أمر وزراء الليكود بعدم التحدث علنًا عن الانتخابات الأمريكية حتى تتضح النتائج النهائية. ولكن بعد إعلان فوز بايدن بدأ مستشارو نتنياهو بالفعل في تذكير المراسلين الصحفيين في إسرائيل بالصداقة طويلة الأمد بين نتنياهو وبايدن.
وقال نتنياهو اليوم في الكنست الإسرائيلي خلال جلسة خاصة للتصديق عل اتفاقية السلام بين البحرين وإسرائيل إنه لديه علاقات قوية مع بايدن والحزب الديمقراطي.
اقرأ ايضا:
روسيا والصين يتفقان على عدم تهنئة بايدن بالفوز ويكشفان السبب