برشلونة/ في أقل من عامين رحل مثلث الهجوم المرعب في برشلونة عن الكامب نو ليزيد من أوجاع الفريق الكتالوني ويطيل مدة المعاناة الفترة القادمة محليا وقاريا , حيث لم يعد في البلوجرانا أي نسيم يحمل بين ثناياه الخطر بعد أن خرج لويس سواريز من حسابات المدير الفني الهولندي رونالد كومان مع أول لحظة تولى فيها تدريب الفريق .
ولم يمر على رحيل المهاجم الأورجوياني لويس سواريز سوى موسم حتى طار البرغوث الأرجنتيني الى أجواء باريس عاصمة فرنسا من أجل التحليق في سماء حديقة الأمراء , حيث اللعب لصالح سان جيرمان تحت قيادة مواطنه ماوريسيو بوكيتينو لمدة موسمين مع خيار موسم ثالث مقابل 35 مليون يورو راتب سنوي .
وعقب أيام قليلة من هجران ليونيل ميسي كتالونيا لم يتحمل الفرنسي أنطوان جريزمان الاستمرار في ارتداء قميص البارسا , ومن ثم أصابه الحنين الى بيته القديم ليعود للعب تحت قيادة الأرجنتيني دييجو سيميوني في أتليتكو مدريد .
ولا تنسى جماهير البلوجرانا , وكل عشاق التيكي تاكا لمسات ومهارات نيمار جونيور دا سيلفا البرازيلي الذي زاد من لمعان وبريق برشلونة السنوات الماضية بجانب أسطورة اللعبة ليونيل ميسي ورأس الحربة المدمر لويس سواريز وهو المثلث الهجومي الأخطر في كرة القدم والمعروف باسم ” MSN ” .
وكانت دراما رحيل نيمار مختلفة تماما عما حدث مع ميسي ومن قبله لويس سواريز وأخيرا أنطوان جريزمان , حيث اللاعب بنفسه أراد التخلي عن ظل ميسي والتحلي بصفة البطل وهو ما توفر له في باريس سان جيرمان , فسرعان ما وافق النجم البرازيلي على عرض ناصر الخليفي وودع لويس أنريكي المدير الفني للبارسا وقتها مقابل 222 مليون يورو .
رحيل مثلث الرعب عن برشلونة
صمت وأوجاع تضرب كتالونيا حين بعد حين ولحظة تلو الأخرى , فلم تعد جماهير البارسا قادرة على رؤية فريقها قادر قاهر واقفا على منصات التتويج أو حتى له السطوة داخل أرض الملعب ,فعلى المستوى المحلي تجد تراجع في الأداء وتقديم أدنى المستويات , والوقوع في تعثرات كثيرة .
وعلى المستوى القاري تذق برشلونة الهزيمة المرة موسم تلو موسم , فمنذ 2015 يوم كان أخر مرة الفريق حامل لقب دوري الأبطال دخل بعدها في دائرة الفشل المتكرر ففي 2016 خرج على يد أتليتكو مدريد من دور ربع النهائي بثلاثة أهداف مقابل هدفين بمجموع اللقائين .
وفي موسم 2017 وقع برشلونة في صدام ناري في دور الـ 16 أمام فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان لتلقى رباعية موجعة داخل أروقة حديقة الأمراء في مباراة الذهاب , ولكن كان جحيم الكامب نو قاسي على بطل فرنسا في مباراة العودة حيث السقوط الفادح بسداسية أمام كبرياء ميسي ورفاقه ومشجعيه , ولكن لم تستمر نشوة الانتصار التاريخي حتى سقط الفريق الإسباني أمام يوفنتوس بثلاثية في دور ربع النهائي في مجموع المباراتين.
وبعد أن نقص مثلث الرعب “MSN ” برحيل أحد أضلاعه نيمار جونيور دا سيلفا وقع الفريق في دور ربع النهائي موسم 2018 في مواجهة شبه سهلة أمام فريق العاصمة الايطالية روما , ويفوز برباعية في مباراة الذهاب أمام أعين مشجعيه , ولكن يسقط مغشيا عليه عقب نهاية لقاء العودة نتيجة الهزيمة الكارثية بثلاثية بجانب هدف في مباراة الذهاب وبالتالي توديع دوري الأبطال بشكل مهين .
وعقب السقوط المر وعد ليونيل ميسي كل كتالوني بتحقيق لقب دوري الأبطال في 2019 , ليأتي موعد دور قبل النهائي ويواجه الفريق الكتالوني أحد أعتى الفريق الانجليزية في هذا العام وهو فريق ليفربول , وبالفعل وعد ليونيل ميسي فأوفى وسقطت ليفربول بثلاثية نظيفة داخل الكامب نو, ولكن بأس قلعة الأنفيلد كان شديدا على البارسا حيث السقوط الكارثي للمرة الثانية على التوالي برباعية نظيفة سجلها فينالدوم وأوريجي .
وأخذت بايرن ميونيخ ثأرها بشكل وافي كافي من برشلونة بعد مسلسل الذل الذي عاشته في دور قبل النهائي موسم 2015 تحت أقدام ميسي ونيمار , فقد اكتسح الفريق البافاري بطل كتالونيا في دور ربع النهائي موسم 2020 في دوري أبطال أوروبا بعد التفوق التاريخي بثمانية أهداف مقابل هدفين يتيمين .
واستكمالا لمسلسل الخذلان والخزي والعار سقط برشلونة مجددا بنتيجة ثقيلة , حيث الخسارة بخماسية في موسم 2021 أمام فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان في مجموع اللقائين في دور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا .