كتبت _ياسمين أحمد
تعد الضفائر الأفريقية إحدى العلامات المميزة للقارة السمراء، وهي من تصفيفات الشعر التي تشد النظر لغرابة شكلها ودقتها، وتحظى اليوم بإقبال كبير من قبل الفنانين العرب والأجانب، لكن الذي لا يعرفه البعض أن تاريخها أكبر من مجرد موضة، فهذه التسريحة التي يعتمدها الرجال والنساء تعود جذورها إلى آلاف السنين وهي بمثابة علامة مميزة للقارة الأفريقية، حيث يتم تجديل الشعر في شكل ضفائر لصيقة بفروة الرأس، وتسمى ” CAN ROWS” ، وتعني صفوف الذرة أو صفوف قصب السكر، وهذه التسمية تعود لحقول الذرة والقصب اتي انتشرت في المستعمرات الأمريكية واستجلب أصحابها البيض العبيد من القارة الإفريقية لتشغيلهم في أراضيهم بأعمال الزراعة والحصاد.
خلال رحلات العبودية أجبر التجار و الأسياد العبيد على حلاقة شعورهم بحجة الصحة والنظافة، فواجه كثيرون الأمر بالرفض، ولجأوا إلى حيلة تجديلها وسرعان ما تمرد العبيد وبدأت محاولات كسر القيود، وضفائر صفوف الذرة من أبرز أسرارها في كولمبيا ارتبطت باسم “بينوكو بيوهو”، ويحكى أنه ملك إفريقي أسر وهرب عدة مرات، حتى نجح في بلوغ منطقة بعيدة عن مستعمرات البيض وعاد ليقود عمليات الهروب، وفكر في حيلة ذكية لتجنب الوقوع في أيدي المتعقبين، وهي تتمثل في استخدام الضفائر لتبادل الرسائل بين العبيد والمحررين.
الضفائر المستقيمة إشارة على الرغبة في الهروب والمتعرجة كانت خرائط للطرق التي ستعتمد للهرب، فالضفائر استخدمت لإخفاء الذهب والقطع الثمينة، وكذلك الأرز والحبوب التي استفادوا منها كغذاء ولاحقا لزراعة المحاصيل، أسس بيوهو بلدة “سان باسيليو دي بالينكي” أواخر القرن 16، وفي عام 1713 أقرها ملك إسبانيا كأول بلدة حرة في الأمريكيتين، وما تزال موجودة حتى اليوم وتعرف ببلدة “المارون” أي الهاربين من العبودية.
اقرأ أيضا: