سمي المسجد على اسم أحمد باشا الجزار ( 1734 – 1804) من مواليد البوسنة و لقب بالجزار لشدته في التعامل مع الخصوم في عام 1776 أصبح حاكم عكا وعُين واليًا على صيدا عمل الجزار على اتمام المشروع العمراني بمدينة عكا فقد بنى الجامع الذي سمي باسمه عام 1781 كما بنى (خان العمدان) وهو مبني كبير خصص للتجارة وأقام عدة مساجد وجوامع وحصّن أسوار المدينة وقد أوصي الجزار قبل وفاته بدفنه جانب المسجد المسمي باسمه. كان السلطان العثماني سليم الثالث قد أوكل مهمة الدفاع عن المدينة إلى أحمد باشا الجزار بعد أن رقاه إلى مرتبة وزير وكان قد تجاوز السبعين من عمره آنذاك وينسب لأحمد باشا الجزارمقاومته الباسلة لأسطول وجيش (نابليون بونابرت) عام 1799 حينما حاصر مدينة عكا وفشل في اقتحامها.
مسجد الجزار أحد أهم مساجد الشمال الفلسطين، ومقصد المسلمين بمدينة عكا وقضائها، يتميز بجمال بناءه وبرحابته وارتفاع قبته والفن الإسلامي الذي يحيط بعمارته وجنباته من الداخل لذا يعد تحفه وإرث إسلامي هام ويعتبره البعض أجمل جامع في البلاد بعد قبة الصخرة.
عند الوصول إلى الجامع يشاهد عند مدخله (سبيل ماء) وكان قد أقامه أحمد باشا الجزاروعند الصعود عددًا من الدرجات, يتم دخول المسجد الذي يحتوي على ساحة واسعة تحتوي على أشجار السرو والنخيل العتيق. وفي مركز الساحة يشاهد بناء له قبة خضراء، وبالقرب منه بئر ماء ومزولة من الجهة الغربية، حيث مدفن أحمد باشا الجزار, وبجانبه خليفته سليمان باشا الذي توفي عام 1819 أما الغرف الصغيرة الموجودة في داخل المسجد فقد كان يسكنها طلاب العلم حيث خصص لهم مدرسة للتعليم سميت بالأحمدية كانت تعتبر من أشهر المدارس في العصر العثماني وتضم مكتبة ظلت هي والمدرسة تعمل وباقية حتي عام 1948 حيث أغلقت أبوابها وتوقفت عائداتها الوقفية لما طرأ عليها من ظروف الحرب والاحتلال .
موضوعات متعلقة
«بئر كولا» بين الحقائق العلمية والخزعبلات.. اعرف أصل الحكاية!
حكاية بحيرة نيوس القاتلة.. قضت على قرية بأكملها و 3500 رأس ماشية