فلسطين| تلك الدولة التي اغتصبت أرضها ، منذ العام 1948 واحتلها الكيان الصهيوني ، والمفسدون في الأرض ، كانت كارثة شديدة على العرب ، وشكلت عائقًا ، شديد الخطورة ، بين الدول العربية ، وبين التقدم الذي لم تسطتع أن تنهض به بلاد العرب جميعًا .
إذ كانت القضية الفلسطينية ، ولازالت ، هي أم القضايا ، تلك التي يبعد عن حسمها الزمن بسنوات وسنوات، منذ ان قام الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، منفردًا ، بما ارد ان يحدث ، ومحدثًا أمام العالم ، الكيان الصهيوني ، موجهًا أوامره ، بنزع الصراع ، واستعادة فلسطين .
ولنذكر جميعًا ، ان فلسطين العربية الأبية ، هي التي خطب باسم السلام لها ، ولازالت تخطب لها باسم السلام مصر ، فعندما أمر السادات إسرائيل بالانسحاب الكامل ، من فلسطين ، واستعاة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ، كان جزءًا لا يتجزء ، من إرادة مصر .
فبعد تفجير قد شهدته تل أبيب منذ فترة، قال رئيس حكومة اسرائيل ، موجهًا بكل عنجهية ، ان ما حدث راجع للعرب ، تلك الرسالة التي دائمًا ، ما يلقوا بها اللوم على العرب .
لتعيش اسرائيل دوما ، دور الضحية ، على حساب البلدان العربية ، التي تناشد باسم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة ، اما من وقف بعيدًا ، عن ما حدث ، فكان تابعًا ، لما ارادته اسرائيل ، وهي العدو الأول لنا جميعًا .
وتلك القضية التي لاطالما ، حاولت اسرائيل دومًا ، ان تثبت حقوقها بها ، كانت واحدة من أكثر الاشياء تعقيدًا ، بينما كان الغرب واحدًا، من الداعمين لاسرائيل بتوسع بطشها ، على أرض فلسطين .
هو الامر برمته الذي ، ترفضه أخلاقنا جميعًا ، بل ترفضه عروبتنا ، وترفضه روابطنا الوثيقة ، بشعب فلسطين ، كونها أولًا ، جزء لا يتجزأ من أراضينا العربية .
ودوما ما رأيت إسم فلسطين ، إلا ووجدت ، واحدة من أكثر الاشياء مرتبطة بطفولتي ، قبل أن اعي ماذا تعني الحرب ، او ماذا يعني السلام ، كانت تلك هي الأغنية التي صُورت على جثث الضحايا ، عالقة في ذهني أبدًا لن تفارقني بـ الحلم العربي .
ولعلي الآن وانا أصيغ تلك الكلمات ، من نبض قلبي ، تجاه شعبًا عربيًا أصيلًا ، سنجتمع سويًا عليه يوم المحشر ، فكانت كلمة الحق ، لا يعلوا عليها صوت الباطل ، وإن رغب في ذلك من يرغب .
فلتعيشي يا فلسطين ، ولتعيش العرب حرةً أبية ، أبدًا لا تنسكر أمام عدو مُفسدًا في الأرض ، او متجبرًا ، بطش فيها علوًا وغرورًا ، إن الله بصير بالعباد .
ومما تسعى إليه إسرائيل الآن ، ما هو إلا أحلامًا ، ربما نالت بتحقيقها ما نالت ، وما يتبعه ، ستكون كارثة مفزعة لهم ، وستبوء مخططاتهم بالفشل ، مهما طال الزمن .
وفي رسالتي لإسرائيل ، فإن العداء الذي أنشأوه في نفوس العرب ، أبدًا لا يزول ، فمنذ قديم الزمن ، كانوا قتلةَ مُفسدين في الأرض ، قاتلهم الله مثلما قاتلوا الحق وقاتلوا انبياءه .
إن تاريخهم الأسود ، تاريخًا ، مُخضبًا بالدماء ، تاريخًا ، لا شعاع نور فيه ، بل يحمل من الطغيان ما يحمل ، من تدميرًا وتخريبًا وخراب على أمتنا .