بقلم/ محمود الديري
بادئً ذي بدء.. لقد أسرفت في حُبك للقدر الذي لا يمكنك إنكاره.. وإن استطعت فلا لوم عليك ولا عتب
بالغت في وصلك حتى قطعت بي السُبل !
عاندتُ لأصلُ إليكِ وكدت أصل.. فمزقت بغدرك الحُجُبَ عن عيني !
ليتُك أبداً لم تقترب..
أما بعد..
إليكِ بعض رسائلي
كلانا بادرَ بنوعٍ من التشرُد ..
أحـدُنا بـادرَ به يائسـاً من آمـلٍ قـد انعـدم !
والأخـر بـادرَ به عـلى نهـجٍ لا سُمـوَ فيهِ ولا رُقـي
وانتهينا عنـد أقـرب الفُـرص
وانطفأت تلك الشـمعةَ التـي تابعـنا سيرنـا على ضيـها في دربٍ واحـد !
“لقـد أعُـتمَ الطـريق”
والأمـرُ الشـاق في المـوضوع هي تـلك العـودة في طـريقٍ لا شـعاع فيـهِ من نـورٍ يـدُلني للخـروجِ منه ..
والأصـعب من ذلك هـو عدم استطـاعتي إن أخطـوا فوقَ ذكـراكِ التـي تناثرت وأُطرحت أرضـا بفعـلتك
” حقا لا استطيـع ”
“لا نـداء لك“
ولا رجـاء لعـودتك .. لا غفـران لـذنبك .. ولا نسيـان لجـرحك ..
بل النـداء لضمـير نائـم .. أؤمن أبدا بأنه لا يمـوت ..
ليوقـظك من حيـن لأخـر في هـدوء اليـال ..
ويـرسم لك الصـوره الـتي شوهـت علي يـدك !
ليبـكيكِ كمـا أبكـيتيني .. ولينهـي عليـكِ كمـا أنهيـتِ علي !
ليـريكِ حُـزنً انهيـتِ بهِ زمـاني .. وليـُجرعكِ ألامـاً وتتـكابدِ به أحـزاناً
وليُقضـي على عُلـو غُـرورك .. ولتـذوقِ بهِ من وبـالِ أمـرِك !
“وجل من يستجيب “