كشف الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم، أنّ المحافظة استعانت باستشاريين في التطوير المعماري ومتخصصين من كلية الهندسة لتخطيط وتطوير متكامل لميدان السواقي، نظراً لكونه يعبر عن هوية المحافظة بصورة مباشرة، حتى أوشكت أعمال التطوير على الانتهاء وظهرت ملامحه، موضحاً أنّه سيصبح أفضل وأرقى وأهم ميدان في المحافظة، وسيكون قبلة سياحية جديدة عقب افتتاح الكافيهات والمطاعم المتواجدة به.
في سياق متصل، كشف الدكتور محمد التوني، معاون محافظ الفيوم، والمتحدث الرسمي للمحافظة، أنّ محافظة الفيوم لم تتحمل جنيهاً واحداً من تكلفة مشروع تطوير سواقي الفيوم، والذي بلغ 38 مليون جنيه، موضحاً أنّ العمل به سيكون بنظام حق الانتفاع، حيث تولت إحدى الجهات تطوير وإحلال وتجديد المنطقة بالكامل، موضحاً أنّ تطوير المنطقة وتأهيلها جاء ليتوائم مع البعد الحضاري والبيئي للمحافظة، كما أنّه يراعي متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وشملت أعمال تطوير ميدان السواقي، إنشاء 16 كافيتريا ومطعم بجوار السواقي التاريخية التي تم تطويرها بالكامل، و8 بازارات تعرض الحرف اليدوية التي تشتهر منها المحافظة مثل صناعة الخوص، والفخار، والخزف، والسجاد اليدوي، وأيضاً مسرح روماني مفتوح يطل على السواقي، وساحة نصب تذكاري للشهداء، ومقاعد مفتوحة، وممر مشاة مطل على بحر يوسف، ومسطحات خضراء، وبرجولات، ومقاعد مفتوحة، وساحة انتظار سيارات لمنع التكدس والزحام.
وتعود الحدث عندما اعلن الدكتور احمد الانصاري محافظ الفيوم تطوير ميدان السواقي، يراعي النسق الحضاري للمنطقة، ويحافظ على مكتسباتها خصوصاً أنّ الميدان يتوسط قصر ثقافة الفيوم، وفندق قارون، ومحطة السكة الحديد، بالإضافة إلى وقوعه على ضفاف بحر يوسف، لذلك قد تم تطوير الميدان بطريقة تُبرز الطابع البيئي والحضاري الذي يتوائم مع طبيعة المنطقة أولاً والطابع الريفي لمحافظة الفيوم ثانياً.
تجدر الإشارة إلى أنّ سواقي ميدان قارون والشهيرة بـ «سواقي الفيوم» تضم 4 سواقي ضخمة، ولها قيمة ثقافية وتاريخية كبيرة حيث أنّها آلة ري اخترعها المزارعون في العصر اليوناني الروماني لحل مشكلة انحدار مياه الري، فاستخدموا الهدارات بمقدار من 260 متر بدايةً من اللاهون، ووضعوا على كل هدار ساقية وطواحين، وكانوا يطلقون عليها اسم «التوابيت»، ثم بدأ توليد الكهرباء من خلالها في عهد الملك فؤاد.