حالة من الحزن واليأس تعيشها هذه الاُسرة الصغيرة، فـ مُنذ 9 سنوات وهم يعيشون المعاناة مع طفلهم، ويذهبون به للأطباء يومياً ولكن دون جدوى، بدلاً من أن يكون وجود طفلهم مصدراً لسعادتهم، قدر الله أن يتحملا من المشقة مالا يقدر عليه أحد.
“مصطفى عبد الناصر شكري”، صاحب الـ 14 سنة إبن محافظة “الإسماعيلية“، يصيبه نوعًا غريبًا من المرض لم يستطيعوا الأطباء تشخيصه، وهو في سن الخامسة من عمره اُصيب فجأة بخشونة حادة في يده اليسرى وقدمه اليمنة، وبآءت محاولات والديه لعلاجه بالفشل، حتى نفذت منهم طاقتهم للجري وراء الأطباء والذهاب للمستشفيات.
الأطباء عجزوا عن تشخيص الحالة.. الطفل: أنا بموت كل يوم
تجلس الاُم والأب وقلبهما يعتصر من الآلم، لعدم إستطاعتهما علاج “مصطفى”، يخيم عليهم حالة من الحزن والعجز، فتقول والدة الطفل “مصطفى”، لـ «أوان مصر»: لـ سن الـ 5 سنوات كان طبيعي ولا يعاني من شئ ولكن بعد ذلك يداه اليسرى تخشبت، وذهبنا به للطبيب فور حدوث ذلك فقال الطبيب أنه يُعاني من نحاس على المخ.
واضافت الام باكية وبصراخات مكتومة وقلب محترق على طفلها الذي تراه يعذب أمامها بسبب مرضه الذي عجزا الأطباء عن تشخص حالته، فـ ذهبنا لمستشفى “أبو الريش”، لكي نجلب له علاج النحاس ولكن كان ردهم يجب عمل التحاليل اولاً، وبعد التحاليل قالوا نأخذ عينة من الكبد لنرى هل الكبد متواجد فيه “نحاس”، أم لا؟.. وبالفعل أخذوا عينة من الكبد وكانت سليمة.
ومن جانبها قال الطفل “مصطفى”، بكل صعوبة في النطق : “أنا تعبت ونفسي حد يسمع صوتي، أنا بموت كل يوم”.
لا يستطيع التنفس
وتروي الأم، الأطباء في المستشفى قالوا أنه لا يعاني من “نحاس على المخ”، فإجتابني القلق والحيرة وأصبحت عاجزة، ولم يصيبنا الملل ابداً عن علاجه، وبعد ثلاثة سنوات ذهبنا لـ أطباء أخرين وفعلنا نفس التحاليل وكانت الإجابة أيضاً أنه لا يعاني من “نحاس على المخ”، والنحاس عنده طبيعي، ولم يفيدنا اياً من الأطباء حتى الآن.
وتكمل الأم المغلوبة على أمرها حالة إبني أصبحت تدهور يومياً، ولا يستطيع أن يحرك أعضائه وأصبح يتحدث بصعوبة وظلت العائلة تعالجه أملينا أن حالته تتحسن يوماً ما، ولكن بلا جدوى أصبح يتنفس بصعوبة ولا يتسطيع النوم على جسده بسبب خروج العمود الفقري عن طبيعته.
وزنه أقل من 7 كيلو
وأردفت، أنه كان يُعاني من “لوحة بسيطة في العمود الفقري”، منذ شهرين ولكن أصبحت تتزايد بشكل غير طبيعي ويومياً نُلاحظ أشياء جديدة في حالته، ولا يستطيع الأكل بشكل طبيعي مثل الأطفال، يُعاني من صعوبة حادة أثناء إطعامه، مع اني بـ أطحن له الطعام بشكل جيد، وأظل بجانبه حتى ينتهي من طعامه ولكنه للأسف لا يستطيع، حتى نزل وزنه لـ أقل من 7 كيلو.
وتستمر الاُم في البكاء قائلة، “حتى المياه يشربها بصعوبة”، أنا يومياً كل ما بشوف حالته بتعذب، الاُم تستيقظ في الليل لترى إبنها يلعب ويلهو وتترجاه أن يخلد للنوم، وأنا أستيقظ لكي أراه هل مازال حياً أم لا!.. ولا أعلم أين اذهب ولمن أتوجه، طفلي يتألم أمامي وأنا عاجزة عن مساعدته.
تستكمل الاًم حديثها والدموع حارة على خديها أصبحت لا استيطع الاستمرار وأنا أرى إبني أمامي هكذا، وأنا ضعيفة لا حول لي ولا قوة على علاجه، كيف يقول طفل كهذا “نفسي أموت عشان أرتاح”، هذه الكلمات تنزل عليا كـ اُم مثل الصاعقة، وجعلت أدعي وأقول “يارب أجعل يومه قبل يومي عشان ميتبهدلش”.
كل ما يكبر سنة الخطورة بتزيد
وتسرد الاُم في حديثها لـ«أوان مصر»، لحظات من الرعب والحيرة عندما ذهبت لـ أحد الأطباء ظننت على الأقل أنه يطمئن قلبي على صغيري، ولكن قال لي “نصيحة خديها مني روحي بإبنك عشان كدا كدا ميت”، وعندما سمعت حديثه أصابتني الحيرة وأصبحت أتآلم من حديثه وكلماته، وأجبرتني همومي أن أبكي وقلبي يعتصر على ولدي.
وبصوت يغلبه الدموع والاُم لا تعرف سوى الإبتسامة الحزينة وتنظر لطفلها وتقول “سيستجيب لنا الله”، ولم تيأس ابدًا ومازالت تبحث عن حل لإبنها، وكل ما يكبر سنة، نسبة الخطورة تزيد عليه ونحن ننتظر من الله أن يبعث لنا ملاك رحمة من السماء لكي يشفي طفلي.
الام: كل ما اريده راحة إبني
وأشارت إلى أن ذراعه الأيمن دائماً مستقر على خده، وعندما نحاول أن نفرده يرجع كما كان وذراعه الأيمن لا يستطيع أن يضمه أبداً، وقدمه اليسرى لا يستطيع ضمها وقدمه اليمنة تنضم ولكن بصعوبة، مضيفاً “أنا مش عارفة ايه اللي بيحصل لإبني”، كل ما اريده هو راحة إبني.
واستردت كان يوجد أحد من الأطباء قال لي أن حقن “البوتكس”، جيدة لحالته وأن العضلات ستبدأ بالليونة معه، مع إستمرار العلاج الطبيعي له، ويومياً كنت أذهب به لجلسات العلاج الطبيعي، ولكن بلا جدوى وأصبحت عضلاته تشد عليه أكثر من الأول، وطبيب العلاج الطبيعي قال هذه الحقن لم تكن له على الإطلاق.
الأب: أنا متأكد إن إبني ليه علاج
ومن جانبها قال الأب الذي ينظر لإبنه بكل حسرة وندم، وعيناه تذرفان الدموع، “أنا متأكد إن إبني ليه علاجه”، كنت في البداية أتمنى إن طفلي يمشي مثل باقي الأطفال، وحالياً أتمنى ان إبني يتكلم ويأكل بسهولة، عندما أرى الأطفال يلعبون في الشارع أنذر لهم وأرى مصطفى في كل واحدٍ فيهم.
ويضيف الأب أصبحت لا أدري ما الذي يصيب إبني، وعندما ذهبت لأحد نواب دايرتي لكي يرى ليّ حل لحالة “مصطفى”، رد قائلاً “هو أنا دكتور عشان أعالج إبنك”، كان رده مثل الصخر وأنا أمامه مغلوب على أمري ولكن ماذا أفعل وماذا أقول قسوة كلماته مدسوسة بين معسول الكلام.
ويستكمل عندما بعثنا إستغاثة لـ مستشفى الجلاء بالإسماعيلية، اتى وفد من القوات المسلحة وقالو لنا ماذا تحتاجون أخبرناهم أننا نُريد كرسي متحرك للطفل وبالفعل اتوا به، ولكن كان هذا قبل تدهور حالته لهذا الحد.
الاُسرة تناشد المسئولين
في مشهد من عدة مشاهد تدمي القلب، تصرخ اُسرة الطفل وتوجه من خلال «أوان مصر»، إستغاثتها لـ الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزارة الصحة، ولجنة الصحة بـ مجلس النواب، لكي ينظروا لحالة طفلها بعين الرحمة مضيفة: نفسي صوتي يتسمع والاقي اللي يعالجه لو ملحقتش إبني هيموت، وإحنا مش قادرين على علاجه “.