لقمة العيش مرة.. تتحدى السيدة الثلاثينية نفسها لتروي رغبة أبنائها الصغار، تقف في الشوارع لبيع الكسكسي والفطير، ومعها طفلها الصغير «محمد»، تُسطر قصة نجاح وكفاح جديدة في عالم المرأة المكافحة على نفسها وأبنائها تقف يوميًا الست «داليا محمد» في أكتوبر من الساعة التاسعة صباحًا هي وطفلها، لحين انتهاء الفطائر التي اعدتها بيدها.
تعيش الست داليا حياة شاقة رغم صغر سنها ولكنها تحملت المسؤولية مبكرًا تقف بالساعات في في الشوارع، ولا أحد يحس بها ولا أحد برأف بحالتها، دائمًا تُعاني من المضايقات من قِبل الأهالي وسكان المنطقة، يروها ويصفوها بأنها تزعجهم رغم وجودها على الرصيف في احدى شوارع اكتوبر.
من السكرتارية للنواصي
تحكي الست داليا محمد لـ «أوان مصر»، بأنها كانت تعمل في مجال السكرتارية في أكثر من شركة، ولكن منذ بداية جائحة كورونا بدأت الشركات تصفي بعض العاملين بها وكانت الست داليا من العاملين الذبن راحو ضحية كورونا وتم الاستغناء عنها، ولم تجد عملًا حينها على الاطلاق، وبدأت الأموال التي كانت معها تخلص، فجلست في حيرة من أمرها كيف ستعيش وتصرف على أبنائها.
جلست تُفكر كثيرًا ولكن لم تجد حل لمشكلتها ولم تجد فرصة عمل منذ الاستغناء عنها من الشركة التي كانت تعمل بها، لم تجد حلًا غير الشارع لكي تستطيع، أن تصرف على أبنائها وتلبي احتياجاتهم لأنها حسبما ذكرت لـ «أوان مصر»، أنها منفصلة عن زوجها وهي التي تتحمل مصاريف أبنائها وامها السيدة العجوز التي تبلغ من العمر 70 عام، وحتى كتابة هذه السطور تجلس في مكانها مع طفلها وفطائرها التي تعدها يوميًا.
قضت الست داليا أو «ام محمد»، سنتين في الشارع وهي تقف على الأرصفة لتعرض بضاعتها على الزبائن والمارة، وتقف دومًا هي وابنها لكي يرفع اللافتة لجذب أنظار المارة، بالفعل كونت زبائن خاصين بها واصبحوا يأكلون منها دومًا.
لحم الغلابة رخيص
تحملت الصعاب في بدايتها كثيرًا، بسبب وقفة الشوارع والنواصي ليست بالأمر السهل، تتعرض لمضايقات من بعض السكان وبعض التجار، غير المارة الذين يتحرشون بها لفظيًا، رغم تواجدها من أجل لقمة العيش، ولكن المرض الذهني المتواجد في عقول بعض الأشخاص مازال في تزايد، عندما يروا الفتيات في الشارع للقمة العيش يستفزونهم بالتحرش اللفظي أو الجنسي، لتواجدها في الشارع وعدم استطاعتها الدفاع عن نفسها.
نجحت داليا محمد أن تجذب أعين رواد مواقع التواصل الإجتماعي وتكون حديث السوشيال ميديا، رغم المضايقات التي مرت بها من الشارع ولكنها لقيت تفاعل إيجابي من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الاخيرة.
وتتمنى الفتاة الثلاثينية بأن يكون لها مكانًا خاصًا بها لتبيع فطائرها، ولا تجد من يضايقها، بدلًا من وجودها في الشوارع في الشتاء والبرد القارص الذي ينهش في جسدها بلا رحمة، وأنظار غير لائقة من بعض الناس تجاها.