شهد العالم خلال العصور الوسطى ظهور العديد من وسائل التعذيب التي أدخلت الرعب في نفوس الناس، بدافع إجبار المتهمين بالاعتراف،
وفي تلك الفترة، غابت حقوق المرأة وهيمن الرجل على المجتمع، بينما حظيت النساء بمكانة متدنية، حيث صنّفت على أنها أداة بيد الأب قبل أن تتحول بعد زواجها لأداة بيد زوجها.
وظهرت خلال تلك الفترة العديد من الآلات الغريبة لتعذيب المرأة، ومن أبرزها لجام التوبيخ أو لجام التأنيب كما أطلق عليه البعض، وهو أداة تعذيب قاسية استخدمت لإهانة فئات معينة من النساء.
لجام التوبيخ ظهر في العصور الوسطى وهو عبارة عن كمّامة أو قفص حديدي صمم ليطابق شكله شكل رأس الإنسان، ويحتوي لجام التوبيخ على قطعة مصنوعة من الحديد عند مستوى الفم تستقر على لسان المذنب لتضغط عليه وتمنعه من الكلام، بل كانت في بعض الأحيان تلك ”اللقمة“ تحتوي على أشواك لتنغرس في اللسان في حال حاولت المرأة أن تتكلم.
هذا اللجام يؤدي لشعور المرأة بالصداع وسيلن كثيف باللعاب، وتم تسميته بلجام التوبيخ لتطابق شكله مع لجام الحصان، وجاء أول ذكرها في اسكتلندا عام 1567، واستخدمت لمعاقبة المتهمات بممارسة أعمال السحر والشعوذة، أيضا لمعاقبة النساء المتهمات بممارسة سلوكيات معادية للمجتمع، كافتعال المشاكل مع الجيران، واستخدام كلمات بذيئة والتشهير بالآخرين وقذفهم أثناء الحوارات.
وسجل لجام التوبيخ ظهوره بإنجلترا منذ مطلع القرن السابع عشر قبل أن يتراجع استخدامه بشكل واضح مع نهاية القرن وقد لجأ العديد من الرجال لمعاقبة زوجاتهم بهذه الآلة سواء عند ظهور خلافات عائلية أو عند تنصتهم على حوارات تبث النميمة والخلافات وتكون الزوجة طرفا فيها.
من ناحية أخرى، عبرت هذه الآلة الغريبة المحيط الأطلسي لتستخدم ضد العبيد الأفارقة بالقارة الأميركية، خاصة بولاية فرجينيا لمنعهم من الحديث والتحضير لتمرد محتمل.
اقرأ أيضا: