الضجة التي يثيرها روبوت الدردشة ChatGPT من ميكروسوفت وصلت إلى حد تحذير خبراء كبار من مخاطر الذكاء الاصطناعي، فهل تحمل القصة “تهويلاً”؟ وكيف يمكن الاستفادة من مزاياه وتفادي مخاطره؟
كيف يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي؟
كان “ChatGPT” أو روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي، الذي تصنعه شركة “أوبن إيه آي”، في كاليفورنيا، قد أثار عاصفة من الجدل هذا العام، تبعتها تحذيرات خطيرة من جانب مشاهير ومتخصصين في مجال التكنولوجيا.
جوجل تعلن عن استخدام «Bard» لهواتف أندرويد ومنافسة «ChatGPT»
وخلصت دراسة استقصائية حديثة إلى أن 50% من الباحثين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي يرون أن هذه التكنولوجيا يحتمل بنسبة 10% أن تتسبب في انقراض الجنس البشري.
لماذا نخاف من الذكاء الاصطناعي؟
وقد يتساءل البعض: ما دام الباحثون يرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل خطراً داهماً لهذه الدرجة، فلمَ لا يترك هؤلاء الباحثون جميعاً وظائفهم؟ والواقع أن أحدهم ترك عمله بالفعل الأسبوع الماضي.
جيوفري هينتون، العالم الرائد في مجال التعلم الآلي، الذي يستند إليه الذكاء الاصطناعي، استقال من عمله بشركة جوجل التكنولوجية العملاقة، وأرجع هينتون استقالته إلى مخاوف لديه من السباق الجاري بين شركات التكنولوجيا لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (مثل تطبيق المحادثة ChatGPT من شركة مايكروسوفت، وتطبيق Bard من شركة جوجل) ونشرها، والذي شعر بأنه سباق غير محكوم بدواعي المسؤولية؛ لأنه يفتقر إلى الضوابط التنظيمية اللازمة. وقال: “من الصعب أن تجد طريقة واضحة تمنع بها الجهات السيئة من استخدام [تطبيقات الذكاء الاصطناعي] في فعل أشياء سيئة”.
بعد أيام من استقالة هينتون، استُدعي المديرون التنفيذيون لبعض شركات الذكاء الاصطناعي الرائدة إلى اجتماع في البيت الأبيض، وأُنذروا بأن الحكومة الأمريكية قد تفرض عليهم لوائح جديدة، إن لم يكبحوا التطورات الخطيرة المحتملة للذكاء الاصطناعي.
ونشرت صحيفة The Times البريطانية تقريراً يرصد أبرز سبب للخوف من هذه التكنولوجيا، وهو أن لديها القدرة على اختراق العديد من مجالات حياتنا وإحداث أضرار مؤثرة فيها، سواء كان ذلك بالتدمير المحتمل لكثير من الوظائف أم بتطوير أنظمة الأسلحة المستقلة [قليلة التدخل البشري] التي يمكن أن تنتهك قوانين الحرب.