كتب: محمود سيد أحمد
مدرسة إي كيو/ تهتم الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بذوي القدرات الخاصة، فهذه الفئة تعتبر أهم الأشياء التي تقع على طاولة الدولة منذ سنوات؛ وذلك لتحقيق حياة كريمة لهم يستطيعون من خلالها الدمج مع المجتمع والتعامل معهم، دون الشعور بالعنصرية والتنمر التي يعاني منها البعض من ذوي الهمم.
رغم الاهتمام البالغ في هذا الجانب، عبر العديد من أولياء الأمور لذوي الاحتياجات الخاصة عن استياءهم الشديد مما حدث لأبنائهم في مدرسة “إي كيو” الخاصة لذوي الهمم، من معاملة غير إنسانية وتعديات بالضرب على الأطفال، وعدم الالتزام بكورسات التخاطب وتحسين السلوك للأطفال التي يجب أن تقوم بها المدرسة، وذلك رغم المبالغ الباهظة التي يدفعها أهالي الأطفال كمصاريف للمدرسة تقدر بحوالي 10 آلاف جنيهًا شهريا.
في هذا الصدد تواصل “أوان مصر” مع عددا من أهالي الأطفال المتضررين، بعد تلقى العديد من الشكاوي ضد صاحبة المدرسة، إذ يروي ولي أمر أحد الأطفال ويُدعى “حسن فضل”، مأساة التي تعرض له خلال ما يقرب من عامين قضاهما نجله في “إي كيو”، بعدما “اكتشف الأمر باتصال هاتفي من أحد العاملين بالمدرسة، يُحذره ويُناشده بإنقاذ ابنه من الوضع غير الإنساني بالمكان”.
ويُشير ولي الأمر، إلى أنه “لم يُصدق ما جاء في المكالمة الهاتفية، وظن أن هذا الشخص لديه مشكلة مع إدارة المدرسة، مُستدرِكًا :”لكن في نفس الوقت أصبحت أكثر تركيزًا مع ما تقوله زوجتي عن أحوال الطفل عندما يحضر في الإجازات”.
ويُضيف: “زوجتي أخبرتني أن الطفل حضر في إجازة بجرح في ساقه، بجانب وجود حشرات في ملابسه، وغيرها من الأشياء التي تؤكد كلام الشخص الذي تحدث إليّ في الهاتف، الأمر الذي دفعه عدم ترك نجله في المدرسة، وذهبت لإنهاء الإجراءات والحصول على المستحقات المالية المتبقية ليّ؛ لأنني أدفع المصاريف مقدمًا، لكن حصلت على وعود برد المبلغ دون جدوى، منذ أكثر من شهر وحتى الآن”.
ويواصل ولي الأمر:” مالكة المدرسة كانت تحصل مني على المصاريف كل 4 أشهر، وتضيف عليهم جلسات تعديل سلوك وتنمية قدرات، وما اكتشفته بعد ذلك، أنها كانت تتحصل على الأموال دون وجه حق وأن الطفل لم يأخذ أي جلسات لتنمية مهاراته كما هو متفق عليه”.
ووجه ولي أمر الطفل نداء للمسؤولين بسرعة التدخل، وإنقاذ الأطفال “توجد كوراث وإهمال كبير داخل المدرسة”، مضيفًا:” ولا أحد يستطيع أن يأخذ حقه من هذه السيدة، التي لا تُراعي الله في أبنائنا، رغم أن لديها طفل من ذوي الهمم، وتعرف حجم معاناتهم”.
وتقول والدة الطفل وتُدعى ” سارة جمال “: “صاحبة المدرسة خدعتنا في أول مقابلة لتسكين نجلي عندها بكلمات خداعة مستغلة مرض طفلها بمرض عقلي، الأمر الذي جعلني أطمئن فهي تشعر بمعاناتي وما أنا فيه، لذلك اعتبرتها الأجدر في رعاية طفلي، ولكنني اكتشفت أن ابنها وسيلة تخدع بها الأهالي”.
وتحدثت ولية أمر طفل آخر وتدعى ” منى “، عمّا حدث معها، في تصريحات خاصة لـ” أوان مصر” قائلة : أسوء فترة في حياتي تلك التي قضاها نجلي في مدرسة EQ “اكتشفت كل ما يحدث والإهمال في المدرسة كل مساوئ المدرسة في فترة 4 شهور فقط، فقد كانت صرخات طفلي كلما أحضرته للمدرسة تشير إلى أنه يعاني.
وتابعت: قل وزنه بشكل غير طبيعي، بجانب رائحة ملابسه كانت منفرة، وكنت كلما اصطحبته معي للمنزل في زيارته الأسبوعية لبيته وأحضرت له وجبة يأكل وكأنه أول مرة يرى طعام في حياته، وكنت كلما تواصلت مع صاحبة المدرسة تخبرني بأنه تناول وجبته.
وكشفت والدة الطفل بأنها كانت متعاقدة مع المدرسة على غرفة مكيفة لطفلها، ألا أنها وأثناء زيارته في إحدى المرات فوجئت بأن طفلها تم وضعه بغرفة مغلقة متر في متر، مشيرة إلى أن مديرة المدرسة، كانت تأخذ منها مصروفات إضافية بسبب الغرفة التي يقيم فيها طفلها، مضيفة: “ابني بيعاني معهم، وكل زيارة كان يصرخ عند إدخاله للمدرسة، وكنت أغادر المكان وأنا في حالة انهيار تام”.
وتطرق الأم لحالة أخرى، حيث وصفت لنا مأساة طفل يدعى “سعود” يحمل جنسية دول أخرى، مقيم بالمدرسة، حيث كشفت أن الطفل يعاني وفي حالة يرثى لها، وأنه أصيب داخل المدرسة بكهرباء على المخ، وأن المشرفين كانوا يقومون بجمع الأموال منها ومن أولياء الأمور حتى يستطيع المشرف المتابع لحالته علاجه لكون مالكة المدرسة تدعي بأن أسرته لا ترسل له مصاريف إقامته.
وتطالب والدة الطفل: كل أسرة طفل داخل مدرسة EQ الواقعة بمنطقة المعادي أن يبحث عن مكان آخر ولكي ترحم هؤلاء الصغار مما يعانوه.
ويبدو أن الوجة الأكثر مأساة وظلمة في ساحات المدرسة، كان يراه العاملين بالمدرسة، حيث يحكي أحد العاملين بالمدرسة رافضًا ذكر اسمه: والد طفل من الأطفال كان بيبكي بسبب زيادة المصاريف التي تطلبها المدرسة، ولكنه كان مضطر أن يتركه على أمل أن تتحسن حالته ويفرح به، ولكن للأسف هذا لم يحدث حيث أنه وضع طفله في مكان لم يصونه.
ويوضح المشرف أن السباكة كلها لا تصلح، وملابس الأطفال سيئة، بسبب رغبة مديرة المدرسة في جني المال فقط، وكل نراه هو إهمال متعمد وفقدان جميع وسائل الأمان، فتجد سلوك الكهرباء عارية بسبب رفض المدرسة الاستعانة بفني حتى لا تتكلف مصاريف إصلاح ما فسد.
ويتابع: التسويف هو أسلوبهم في إدارة المكان، وللأسف لا يوجد طبيب خاص بالمدرسة لمرور بشكل دوري على الصغار للإطمئنان على أحوالهم.
ويواصل: هناك موظفين لم يتقاضون رواتبهم منذ أشهر، مشيرًا إلى أن المدرسين أو المشرفين والعمال يستمروا في العمل على أمل أن يتحصلوا على حقوقهم منها، والإدارة تعلم ذلك جيدًا لذلك تظل في ممارستها مع العاملين لديها، كما أنها ترفض التأمين عليهم كأي مؤسسة تحترم موظفيها.
وعن كيفية استدراج الأهالي: أكد على أن المدرسة كلها بها غرفتين يصلحوا للحياة الأدمية، وعندما يأتي ولي الأمر يتم عرض الغرفتين عليه، وإخباره بأن طفله سيكون داخل أحدهما ومجرد أن يدير ولي الأمر ظهره ينقل طفله لغرفة ليست أدمية بالمرة.
ويؤكد: المدرسة تتعمد الإهمال فكل ما ترغب فيه هو كسب المال، مستكملًا: المدرسة تمتنع عن دفع رواتب العمال والتي لا تتجاوز الـ 3 آلاف جنيه كحد أقصى للراتب للمشرف المقيم.
وأشار إلى أن الموضوع تجاري، مستطردًا: ما يتم تقديمه من طعام للأطفال غير مكلف نهائي ويكون عبارة عن بطاطس و بذنجان وهكذا.
ويتابع: ومن ناحية الإقامة فالإدارة معدومي الضمير فمكان رعاية الطفل هم أسوأ ما يكون، فليس هناك غطاء كاف والمراتب والوسائد ممزقة ويخرج منها أسلاك حديدة تجرح جلد الأطفال، بجانب حمامات في منتهى السوء.
ويشير إلى أن المدرسة كلها وإهمال ما بعده إهمال، ولا يوجد تعقيم للمكان نهائي، ولا يراعي أي إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا، بجانب تفشي الحشرات التي تأكل في جلد الصغار حيث أنه خلال الفترة الأخيرة ظهرت بشكل كبير حشرة «البق» وكان المتواجدين بالمدرسة من المقيمين والقادرون بإختلاف يعانون من لدغات الحشرات.
ويتابع العامل: صاحبة المدرسة تتعمد عدم دفع الرواتب في موعدها أو دفع جزء دون آخر حتى يظل العاملين تحت خدمتها على أمل الحصول على باقي مستحقاتهم.
ويضيف: للأسف كل ما سرده أولياء الأمور نقطة في بحر، فنحن كنا نرى حجم الإهمال وإبعاد وإخصاء كل من يحاول ردها عن ذلك، حيث يكون مصيره الطرد.
ويكمل الحشرات تملئ المكان: حشرة البق تأكل في جلد الصغار وهم لا يستطيعون الشكوى، و النظافة آخر ما تفكر فيه إدارة المدرسة والتجديد والصيانة أمر لا يجب الحديث عنه، و الأسرة يخرج منها أسلاك حديدة تجرح جلد الأبرياء، مشيرًا إلى أن حال مرض أي طفل تكون مسألة عرضه على طبيب أمر في غاية الصعوبة، وقد نضطر جمع نقود من بعضنا لمعالجة الطفل.
ويردف: الحمامات والمطبخ أسوء ما يكون، مشيرًا إلى أن مديرة المدرسة في سبيل عدم إحضار طعام جيد للصغار كانت تقدم لهم وجبات رديئة ففي مرة قدمت لهم وجبات مر عليها أكثر من 5 أيام بالثلاجة.
“مفيش جلسات تخاطب ولا جيم ولا سباحة ولا حتى جلسات تحسين سلوك”.. بهذه الكلمات تحدث والدة طفل يدعى يوسف، حيث أكدت أنه تعلم العديد من الألفاظ الخارجة، وتغير طبعه تماما، الأمر الذي دفعني لنقل مدرسة آخرى وحينما نقل إلى هناك ظهرت أخلاقه والكلمات التي تعلمها هناك.
وأضافت السيدة لـ” أوان مصر”: “ابني مكنش بيدخل الحمام وكان بيضربني علشان ميدخلش، الواضح انهم كانوا بيضربوه حسبي الله ونعم الوكيل”، وتشير: “كان متعور في دماغه ولما سألتهم أيه اللي حصل قالوا لي اتخبط في السرير، ازاي أطفال زي دول يناموا على سراير حديد”.
وأشارت أن السبب الرئيسي لجعلها تترك المدرسة، هو بدأ عندما رأت المطبخ متسخ وليس نظيفًا، وأن هذه من المفترض مدرسة خاصة: “ابني تعب جدًا وقعدت اعالج فيه أكثر من 3 أشهر”.