أمامها شعلة النار وتفوح من حولها رائحة القهوة تجذب المارة لرائحتها المميزة فى نسائم البرد، تقف فتاة عشرينية فى الهواء الطلق تعد فنجان القهوة ومشروبات الشتاء بوجه باسم رغم وقفتها لساعات طويلة على قدميها ولكنها تعد المشروبات بأنفاس من السعادة والطاقة الإيجابية وهذا ما ميز فنجان قهوتها، فالأبطال الحقيقة هى من تواجه الحياه وتتحدى قسوتها بالعمل والأمل وتترك بصمة بعرق جبينها لتجعل لمعيشتها لذة حينما تعود من مشقة عملها للإرتياح.
ومن فنجان القهوة تحلم بأن تكون مهندسة ومصممة للأزياء، فمن الشئ البسيط يولد الأمل ويتحقق الحلم، ومع الدراسة والعمل تعيل مع والدها 6 أشقاء بعد وفاة والدتها، وهنا يكمن السر بأن الصدمات تصنع الأبطال الحقيقية ورغم ظروفها القاسية لم تتوقف وكان الصمود هو سبيل طموحها لتعود للتعليم والالتحاق بمعهد الفنى الصناعى لتلتحق من بعده بكلية الهندسة وتحقق حلم طفولتها.
ومن على عربة القهوة ومشروبات الشتاء الشهيرة، التقت عدسة “أوان مصر” بسارة ابنة منطقة دار السلام ، بمحافظة القاهرة، وصاحبة الـ 23 عاماً وهى تعد القهوة بشارع اللبينى بفيصل وتعمل لتعيش بالحلال لتبدأ تروى قصتها وكفاحها مع مرارة الظروف، قائلة: “اشتغلت منذ عامين فى الوقوف على عربة قهوة ومشروبات وهذا كان اقتراح اختى الأصغر منى لأنها كانت تعمل نفس العمل، أمى توفت وتركت لى ولأبى 6 اخوات فاتجهت للعمل لأساعد أبى بالمعيشة، والحمد لله يوميتى 100 جنية والأن أعيش مع جددتى لأعيلها لأنها كبيرة بالعمر، العمل والوقوف بالشارع متعب وشاق ولكننى أتحمل لأحارب ظروف المعيشة”.
وتابعت “سارة” أحلامى كتيرة أولها التحق بكلية هندسة وأصمم أزياء ومن حبى لعملى للقهوة فى هعمل مشروع “قهوة سارة” على سيارة بالشارع وتكون سيارتى الخاصة، لأنى أعمل باليومية عند صاحب سيارة أخرى الأن، عندى الأسعار مناسبة بعمل فنجان قهوة بـ5 جنيه و7 جنيه والشاى بـ3 و 5 جنيه والمشروبات باللبن من 7 و 10 و15 جنيه على حسب الطلب.
“كانوا بيقولولى يا قهوجية” هكذا تحدثت سارة عن مضايقات الشارع التى تعرضت لها، غير معاناتى بالمواصلات ولكن كل هذا لم يؤثر على وأكملت طريقى لأشتغل بالحلال، والتحقت بالمعهد الفنى الصناعى لأحقق حلمى بهندسة، واشتغلت بأكثر من منطقة عملت وقفت على عربة قهوة بالتجمع الخامس والأن اقف بشارع اللبينى بفيصل.
واختتمت سارة حديثها بتوجيه رسالة للشباب بقولها: لا تستلم للظروف انهض وجاهد للعيش الحلال فليس هناك مستحيلاً وأتمنى من كل إنسان أن لا يسخر من فتاة أو شاب يعمل بالشارع فنحن نعمل بعزة وشرف ونتحمل تقلبات الجو من حرارة وبرد حتى نؤتى بقوت يومنا بالحلال.