كتب- مروان عثمان
حصل الإرهابي الاسترالي الذي قتل 51 مسلمًا في الحادثة التي وقعت العام الماضي في مقاطعة كريست تشيرش النيوزلندية، برينتون تارانت، على حكم بالسجن المؤبد دون إطلاق سراح مشروط، ويعتبر هذا الحكم أعلى حكم في تاريخ المحاكم بنيوزلندا.
وقال القاضي الذي حكم عليه، إن جريمة تارانت تعد جريمة مروعة لدرجة أن عقوبة السجن مدى الحياة لا تكفي للتكفير عنها، وأضاف: “لقد سببت ضررًا عظيمًا وألمًا كبيرًا، إنها نابعة من أيديولوجية مشوهة وخبيثة”.
وقال موجهًا كلامه لتارانت: “لقد ارتكبت جريمة مروعة، لقد قتلت طفلًا عمره ثلاث سنوات كان متشبثًا بقدم والده”.
وكان العديد من أسر الضحايا وذويهم الذين قاموا بالحديث خلال المحاكمات قد طالبوا القاضي بتوقيع أقسى عقوبة على المتهم بسبب تأثير الجريمة السيء عليهم.
وأظهر تارانت قليلًا من العاطفة لدى سماعه للحكم، ولم يُظهر أي عاطفة للضحايا خلال المحاكمات.
لكنه أقر بذنبه في قتل 51 ضحية، وكل محاولات القتل والتهم الإرهابية المتهم بها.
وقال المدعي العام مارك زريفا: “لقد كان يهدف إلى قتل أكبر عدد من الناس، تصرفات الجاني هي علامة مؤلمة ومروعة في تاريخ نيوزلندا”.
وأظهرت التحقيقات الخطة طويلة المدى التي أعدها المتهم قبل تنفيذ عمليته منذ قدومه من استراليا عام 2012، وعمله بعدة أعمال مختلفة لتوفير المال لشراء عدة أنواع من الأسلحة، واستئجار طائرة “درون” لتصوير المسجد والمباني المحيطة به من أعلى.
وأحدثت تلك الحادثة المروعة التي هزت العالم، عدة تغييرات في نيوزلندا، منها زيادة القيود على اقتناء الأسلحة في نيوزلندا، ووضع قوانين تحتم على الراغبين في شراء الأسلحة أن يكون سجلهم الجنائي نظيفًا، وأن يخضعوا لعدة مقابلات مع شرطة المدينة، وقيود أخرى على استخراج رخصة السلاح، بالإضافة إلى عدة قيود أخرى فُرضت على وسائل التواصل الاجتماعي حيث قام المنفذ بتصوير العملية مباشرة وبثها عبر فيسبوك.
وعبرت وسائل الإعلام عن رضاها بالحكم الموقع على الإرهابي الاسترالي، خصوصًا وأن مثل تلك الحوادث انتشرت بشكل كبير في العالم خلال السنوات القليلة الماضية، وكان لابد من ردعها بقوانين صارمة.