القى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، كلمة مصر اليوم بـ القمة العربية المقامة فعالياتها بالجزائر، مؤكدًا على عدة محاور رئيسية، كانت دومًا ولازالت مصر تولي بها اهتمامًا كبيرًا، في ظل التحديات الراهنة التي تواجه الدول العربية.
وأكد الرئيس السيسي في مستهل كلمته على القضيتين الفلسطينية والليبية، مشددًا على التعاون العربي المشترك، لتسوية الازمة في فلسطين، إضافة إلى دعم ليبيا، وخروج كافة المرتزقة منها.
وأشار الرئيس السيسي في كلمته، إلى ضرورة التعاون العربي المشترك لاقتلاع الإرهاب من جذوره، من كافة الدول العربية، حتى يتحقق الأمن والاستقرار للبلدان العربية.
وِأضاف رئيس الجمهورية، عن أزمة سد النهضة، قائلًا، ان مصر لم تكن يومًا ضد التنمية في إثيوبيا، لكن لابد ان نتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع الرئيس عبد اللطيف رشيد، رئيس جمهورية العراق، وذلك على هامش مشاركة في القمة العربية في الجزائر .
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس جدد التهنئة لأخيه الرئيس العراقي على نيل ثقة البرلمان وتوليه مهام منصبه في أكتوبر الماضي، معرباً عن خالص التمنيات له بالتوفيق في تلبية طموحات وتطلعات أبناء الشعب العراقى الشقيق نحو حاضر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء.
كما أعرب الرئيس عن الاعتزاز بعمق ومتانة العلاقات المصرية العراقية، والتى تعززها أواصر الاخوة والتفاعل المجتمعى بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً حرص مصر على الدفع بأطر التعاون الثنائى مع العراق الشقيق نحو آفاق جديدة ومتنوعة فى شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، ومشدداً في هذا الصدد على ثوابت السياسة المصرية تجاه العراق، والتي تتمحور أبرزها حول دعم وحدة العراق على كافة أراضيه، بما يحافظ على أمن واستقرار العراق ويساهم في الحيلولة دون عودة ظهور التنظيمات الإرهابية به.
من جانبه، أعرب الرئيس العراقي عن امتنانه للفتة الكريمة من الرئيس، وتقديره للجهود المصرية الداعمة للشأن العراقى على كافة الأصعدة، مشيداً بالروابط الأخوية الوثيقة والتاريخية التي تجمع بين البلدين، ومؤكداً حرص العراق على تعزيز أطر التعاون الثنائي الراسخة مع مصر واستطلاع آليات دفعها إلى آفاق أرحب والاستفادة من الكفاءات المصرية فى مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة.
كما ثمن رئيس العراق الدور المصري البارز في تعزيز آليات العمل العربي المُشترك في مواجهة الأزمات والتحديات الراهنة بالمنطقة، معتبراً إياها نموذجاً يحتذى به في الحفاظ على الاستقرار والنهوض بالأوضاع التنموية والاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيسين تبادلا كذلك وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف التنسيق لمواجهة التحديات التي تعاني منها المنطقة، وبما يحقق آمال شعوبها في العيش في سلام واستقرار.
وعلى هامش القمة التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، وذلك على هامش مشاركة في القمة العربية في الجزائر”.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس هنأ الرئيس الجزائري بمناسبة عيد الاستقلال الجزائري، معرباً عن خالص التقدير على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ومثمناً المستويات المتميزة للعلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين، مع التأكيد على حرص مصر على الدفع قدماً بأطر التعاون الثنائي بين البلدين على شتى الأصعدة، والانطلاق بها إلى آفاق أرحب اتساقاً مع عمق أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
من جانبه؛ رحب الرئيس تبون بزيارة الرئيس إلى الجزائر، مؤكداً اعتزاز الجزائر بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، والاهتمام بتكثيف العمل نحو استطلاع آفاق جديدة للتعاون المشترك في شتي المجالات، ومشيداً بما حققته مصر بقيادة الرئيس خلال السنوات الماضية على الصعيد الداخلي من إنجازات في مجالات الأمن والاستقرار والتنمية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التباحث حول سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة الارتقاء بمستويات التعاون والتنسيق على كافة الأصعدة، بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين.
كما أكد الجانبان في ذات السياق ضرورة العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لتتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة، فضلاً عن مواصلة التعاون والتنسيق العسكري والمعلوماتي بين البلدين، وكذا تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، خاصة في ظل التحديات الأمنية المختلفة التي تفرضها المستجدات الإقليمية الأخيرة، لاسيما في منطقة الساحل والصحراء.
وعلى صعيد أبرز القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة العربية الحالية، أكد الرئيس مساندة مصر للرئاسة الجزائرية للقمة بما يدعم أطر وآليات العمل العربي المشترك ويخدم المصالح العربية، لاسيما خلال تلك الفترة التي تشهد فيها المنطقة تحديات جسيمة غير مسبوقة، معرباً عن الأمل في أن تسفر قمة الجزائر عن توصيات ورؤى جدية تكلل الجهود المشتركة تحت مظلة الجامعة العربية، بما يليق بمكانتها ويساهم في تعزيز دورها في تسوية مختلف الأزمات بالمنطقة.
وقد توافق الزعيمان بشأن أهمية تعزيز أطر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين إزاء كافة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بالأزمة الليبية، حيث تلاقت الرؤى بشأن أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا الشقيقة، ومن ثم ضرورة الدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وكذلك تعظيم الجهود الدولية لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.