الليالي الوترية في العشر الأواخر من رمضان هي الأعظم على الإطلاق بين سائر أيام هذا الشهر، لما ورد أن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلتمس ليلة القدر في الأيام الوترية في العشر الأواخر من رمضان.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عامًا، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: (من كان اعتكف معي، فليعتكف العشر الأواخر، وقد أريت هذه الليلة، ثم أُنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها؛ فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر)، فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين، من صبح إحدى وعشرين. (رواه البخاري)
فضل الليالي الوترية من شهر رمضان المبارك
تحري ليلة القدر:
لإحياء الليالي الوترية في رمضان لأن ليلة القدر العظيمة إحداها، لذا يستحب ترقبها في كل ليلة مفردة في العشر الأخير ليبلغنا الله خيرها وثوابها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: “أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أيْقَظَنِي بَعْضُ أهْلِي، فَنُسِّيتُها، فالْتَمِسُوها في العَشْرِ الغَوابِرِ” أخرجه مسلم.
من أيام العفو:
العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من أيام العفو والمغفرة لما صبر عليه العبد المسلم في صيامه في الشهر الفضيل، كما كان يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالإكثار من طلب العفو في الليالي الوترية منه لتحري ليلة القدر والأمل في استجابة الله عز وجل.
زيادة الحسنات:
يعتبر القيام والدعاء والذكر في الليالي الوترية من الشهر المبارك من العبادات التي تزيد من حسنات المؤمن وتثقل ميزانه في الآخرة إذا كانت خالصةً لوجه الله.
الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
إن القيام في الليالي الوترية والعشر الأخير من شهر رمضان المبارك اتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلّم في الشهر الفضيل، حيث كما ذكرنا سابقاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعتكف للعبادة، ففي حديث ورد عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلّم إذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ” أخرجه البخاري وآخرون.