اتشحت مئات الاسر بالسواد في ليلة 3 فبراير من عام 2006، بعد غرق العبارة السلام 98 وعلى متنها العديد من ابناء محافظات مصر .
العبارة بتغرق يا قبطان
وعاش المئات من الغلابة ليلة ظلماء في الميناء منتظرين «ريحة الحبايب»، غير عابئين بالبرد القارس واولادهم بين أحضان الأسماك المفترسة يتغنى بـ لحمهم .
استيقظ المصريين على خبر غرق العبارة السلام 98 والدموع تنزل من عيونهم على فقدان العزيز ، وسط آهات وحسرة وقلب مكسور لم تجبره الأيام.
العبارة بتغرق يا قبطان.. العبارة بتغرق يا قبطان .. جملة تصدرت صفحات الصحف المحلية والعالمية بعد غرق العبارة السلام 98 والتي كان يملكها رجل الاعمال الشهير والنائب البرلماني وقتها ممدوح إسماعيل الذي غادر البلاد بعد الحادث مباشرة.
الركاب في أحضان الأسماك
وكان الجميع يتخذ مكانه الطبيعي ويحتضن عائلته، ويحس براحة الدفىء للعودة إلى أرض الوطن، وآخر يحتضن حقيبته، واثنين على متن السفينة يقرأون القران، والمسحيين يقرأون الترانيم، والأطفال والشبان فرحين لعودتهم للوطن من جديد بعد غياب طال لسنوات.
وخلال ساعات تحطمت الأحلام على رؤوس أصحابها، وأصبحت العبارة أشبه بالحطام يسير على أمواج الظلام، واختفت الأصوات ولم يبقى إلا صوت أمواج البحر، والهدوء عم المكان والأمواج صوتها يشدت ويدفع العبارة بمن فيها إلى بطن البحر.
ألقى الركاب أحلامهم في حقائبهم، وصعدوا على متن العبارة التي حطمت أحلامهم للأبد، وتعالت أصوات الصراخ مع ألسنة النيران التي أحرقت الأحلام، أصبح ضوء النيران ينير السماء لم يتسطيعوا الفرار، ومن حاول منهم كان الموت حليفه.
كارثة السلام 98
تجردت «السلام 98» من العبارة التي احتضنت الركاب إلى جحيم دمر حياتهم وأحرقهم وأغرقهم، وبدل من أن تكون مأوى لهم جعلتهم في بطن البحر، وتحولت ذكراها إلى مأساة لم يتسطيع أحد أن ينساها.
وعثر على الصندوق الأسود للعبارة، ويروى لحظات الرعب والخوف التي عاشها الركاب والموت يقترب منهم، على عمق 920 متر تحت سطح البحر وربان السفينة يتحدث مع قبطان خارجي ويصرخ لمحاولة ايجاد حل «المركب بتغرق يا قبطان.. شوفلنا أي حل»، ليرد بصوت تكسره قلة الحيلة “استحملو شوية وهدوا الناس”، قبل أن يفقد المتصل والمتلقي الأمل بعدما صرخ مساعد الربان “المركب غرقت خلاص يا قبطان”، معلنًا عن كارثة السلام 98.
وتصارع العبارة الموج، لكنه تغلب عليها وتلليت المياه بداخلها، وصراخ الركاب يرعب الأمواج لكن دون مجيب، الحناجر أصبحت تنزف دمًا من شدة الصوت، والمياه تصارعهم وترتفع حتى وصلت لأعلى مستواياتها، حتى مات الجميع.