حرصت الحضارة المصرية القديمة على الاهتمام بشكل كبير بمظاهر العيد و الاحتفالات، و التي سبقت بها جميع الحضارات، و ذلك حسب العديد من الدراسات التاريخية الإغريقية، وحتى أن الحضارة المصرية هي من أبتدعت الأعياد في العالم .
و يوجد العديد من الأعياد التي حفرت على جداران المعابد و الأماكن السياحية في مصر، و نرصد لكم في هذا التقرير أبرز تلك الأعياد.
أقدم الأعياد في الحضارة المصرية
عيد الأوبت
الأوبت هو أهم و أقدم الاحتفالات الخاصة التي كانت تقام في مدينة طيبة القديمة، و كان بطلها هو الإله آمون، و ترمز مراسم الاحتفال الى استعادة ذكرى الزواج المقدس بين كلاً من الإله آمون و الألهة أمونيت، و يتم الاحتفال بعد موسم الحصاد ، فيما يعادل الفترة من شهر سبتمبر إلى شهر نوفمبر،
وكانت تشهد هذه الفترة انتقال الإله آمون من معبد الكرنك الى معبد الأقصر، وسط احتفال مهيب و ملكي يشارك فيه جميع طوائف الشعب، يتم من خلاله استعراض الخيرات، و تقديم الصلوات أمام الإله، كما يتم وضع التمثال فى الزورق المقدس الذى يطلق عليه «أوسر حات»، والمميز بوجود «رأس كبش» فى مقدمة ومؤخرة الزورق. ويتم إخفاء التمثال عن الأعين خلال الموكب، احتراما لقدسيته وفقا للمعتقد المصرى القديم.
عيد الوادي الجميل
يقام الوادي الجميل من أجل تكريم الموتى، و ذلك من خلال خروج “ثالوث طيبة”، و هو المكون من الإله آمون برفقة زوجته الإلهة موت، من أجل زيارد المعابد الجنائزية للملوك، وكان يقدم أهالى طيبة القرابين والأضاحى والزهور إلى قوارب الثالوث المقدس. وكانوا يأخذون الزهور المملوءة بعطر الآلهة، وكانوا يضعونها على مقابر أقاربهم تعبيرًا عن احترامهم لهم؛ واعتقادًا منهم أن ذلك يقربهم إلى الإله.
عيد وفاء النيل
منذ زمن طويل، يحتفل المصريون بعيد رأس السنة مع بداية كل عام جديد و هو ما يتزامن مع أعياد “وفاء النيل”، و الذي كانت تتجدد فيه الحقول، و هو أيضاً معاد يفيض فيه النيل، مما كان يجعل البلاد في حالة من الرخاء و السعادة، وكانت طقوس ذلك العيد تبدأ فى الفجر، حين كانت تُحضر قرابين الأطعمة. وكان يتقدم موكب بعضاً من طوائف الشعب و هم من يحملون الأطعمة نحو حجرة القرابين، ثم كان يتم نقلها إلى غرفة تجميع القرابين، ومن ثم يصعد الموكب إلى سطح المعبد، وكانت تُحمل القرابين إلى سطح المعبد؛ كي توضع هناك، ثم تُحرق كتقدمة للإله.
عيد شم النسيم
شم النسيم هو أقدم الأعياد في الحضارة المصرية بل و يعد أولها، حيث أن طقوس الاحتفالية تتجاور الـ 4700 عام، و ترتبط بموسم الزراعة أو “التقويم الزراعي” في مصر، حيث أتت تسميته من كلمة “شمو”، و معناها ” أنه فصل الحياة”، و ذلك لما للعيد من دلالات دينية مهمة، حيث أنه يرمز أن الكون كله انبثق من بيضة كبيرة، و لذلك للبيض دلالات هامة على موائد شم النسيم .