علشان خاطر مين؟ سؤال يتداول حاليا في محافظة أسيوط عن المستفيد من هدم سينما أسيوط وبيع أرضها بأسعار لا تتناسب مع الوضع الحالي ، لتسيطر حالة من الذهول على الأوساط في الصعيد بشكل عام والمثقفين بشكل خاص.
سينما اسيوط أو كما كان يطلق عليها سينما اسيوط الشتوي.. لم تكت عبارة عن دار لعرض الافلام فقط وانما شاهدة على حقبة سياسية وفنية مهمة في حياة الاجيال القادمة لتروي قصص هامة ومنها جمع التبرعات للمجهود الحربي في ذلك الوقت ، وغناء كبار النجوم ومنهم كوكب الشرق أم كلثوم والفنانة القديرة ليلى مراد.
وفي التفاصيل ، وبقرار من محافظ أسيوط تم التخلي عن ثروة فكرية وثقافية شاهدة على أحداث تاريخية وشخصيات لها بصمات سواء في مجال الفن أو السياسة، .. سينما أسيوط الأكبر على مستوى الصعيد أصبحت ركام وتم تحويل ارضها حاليا لـ كراج سيارات باليومية، ومأوى للكلاب الضالة، انتظارا لقرار النيابة الإدارية بشأنها للبدء في تحويلها لـ مول تجاري.
مصادر مطلعة قالت لـ أوان مصر أن قرار بيع ومن ثم هدم سينما أسيوط الشتوي اتخذ في ليلة ظلماء ، يحاسب عليه المسؤولين، بدء من محافظ الأقليم الذي أصدر القرار ، مرورا بمن شارك في البيع واتخاذ قرار الهدم ، حتى محاسبة أعضاء بمجلس النواب قاموا بتزكية طلب للمحافظ بضرورة منح رخصة الهدم.
شركة نهضة مصر للسينما
تقدمت شركة نهضة مصر للسينما المملوكة لـ اسعاد حامد جمال الدين، والمعروفة فنيا واعلاميا بالفنانة اسعاد يونس ،بشراء سينما أسيوط وهو ما تم بالفعل ، ولكن المفاجأة وفقا لـ مصادر مطلعة، ان هناك قرار اتخذ في سبيل هدم السينما وتحويله لـ مول تجاري كبير ، بعد صدور القرار ، موضحة أن هناك نزاع قائم بين الشركة المملوكة لفنانة كبيرة معروفة، وبين أحد المواطنين في أسيوط والذي تم على اثره تحويل الموضوع برمته إلى النيابة الإدارية للتحقيق بهذا الشأن.
وقالت المصادر أن السينما التي تم تسويتها بالأرض وهدمها بشكل عاجل خوفا من الاعتراض على ذلك كانت شاهدة على الاحداث التاريخية الهامة ، ومنها غناء الفنانة ليلى مراد على خشبتها منذ عشرات السنين، بجانب انها شهدت ايضا غناء لكوكب الشرق أم كلثوم ايضا ، وشهدت جمع التبرعات أثناء الحرب بقيادة وحضور كوكب الشرق أم كلثوم.
و اوضحت المصادر أن أم كلثوم احيت به حفلات عام 1957 لجمع التبرعات للمجهود الحربي في ذلك الوقت ، بجانب الفنانة الراحلة ليلى مراد والتي غنت وتغنت بها في اربعينيات القرن ، مؤكدة ان قرار بيعها وهدمها حطم ومنع اهالي أسيوط بشكل عام وشبابها بشكل خاصة من التمتع والترفيه ومن معرفة تاريخ وبطولات هذه السينما حيث انها شاهدة على الحقبة التاريخية التي مرت على البلاد وقتها.
تاريخ بناء سينما أسيوط
تأسست سينما أسيوط عام 1908 لتكون أول و أكبر سينما على مستوى الصعيد في ذلك الوقت، وتم اعادة ترميمها وانطلاقها مرة اخرى في عام 1935 ، لتشهد حقبة اخرى من التطور الفني ، وتكون شاهدة على العديد من الأحداث التاريخية.
مصادر مطلعة قالت لـ أوان مصر ، أن هناك نزاعا حاليا بين شركة نهضة مصر للسينما و أحد المواطنين في محافظة أسيوط على أحقية الأرض أو جزء منها حسبما وارد أمام النيابة الإدارية والتي بدات التحقيق في تلك الواقعة لمعرفة أولا من المتسبب في بيع هذا التراث ومن الذي أعطى التوجيهات للهدم ومنح رخصة الهدم والتي صدرت برقم 34 لسنة 2020.
و أضافت المصادر أن هناك طلب مذكى من أعضاء في مجلس النواب مقدم لمحافظ أسيوط يفيد بضرورة سرعة منح رخصة الهدم للسينما لاطلاق برج أو مول تجاري بدلا من التراث الثقافي لتحويله مول يدر دخلا على الملاك الجدد للاراضي التي تقدر مساحتها بحوالي 1489 مترا تقريبا.
وقالت المصادر ان هناك رفض تام من المحافظين السابقين لقرار الهدم بل والوقوف ضد كل من يرغب في ذلك، حتى أن مسؤولي الثقافة في اسيوط ايدوا فكرة البيع في وقت من الاوقات في ظل رفض تام من المثقفين وبعض المحافظين السابقين لعملية الهدم من الاساس.
المصادر اشارت في تصريحات خاصة لـ أوان مصر ، إلى ان رئيس قصور الثقافة في اسيوط سابق سعد عبدالرحمن عمر ابدى استياءه الشديد واعتراضه من تلك الخطوة ، معتبرا في الوقت نفسه ان سينما أسيوط الشتوي لها قيمة تاريخية هائلة حيث تعتبر من اقدم السينماتت في صعيد مصر.
وقال أن الملاك الجدد قاموا بتقديم العديد من طلبات الهدم وهو ما قوبل بالرفض من المحافظين السابقين والتصدي لعملية الهدم، باعتبار ان هذا المكان منبرا للثقافة ، موضحا ان الجميع تفاجئ في عهد المحافظ الحالي بشروع الملاك الجدد بالهدم وإزالة المبن بالكامل.