علاقة ثورة 23 يوليو بـ 30 يونيو| من الملكية للجمهورية.. ثورات مصرية بإرادات شعبية.. هدفها إلغاء الطبقية وإقامة العدالة الإجتماعية
عندما نرجع للماضي وننظر للمستقبل نرى أن لا فرق بين الثورات المصرية التي اندلعت من قلب الشارع المصري لتقف أمام العنصرية والإضطهاد الذي كان يحدث بين الحكام، وهناك علاقة قوية بين ثورة23 يوليو و ثورة 30 يونيو، بأن الثورتين تصدوا للعنصرية ، والطبقية، لتتم إقامة العدالة الإجتماعية بين كافة طوائف المجتمع، ونرى أن الجيش المصري دائمًا كان يقف بجانب الشعب، ولم يخذله يومًا.
وذلك أيضًا ما حدث مع الرئيس المخلوع محمد مرسي، بعد عام وثلاثة أيام قضاها في الحكم، ارتكب خلالها أخطاء فادحة أنهت العلاقة بينه وبين الشعب المصري، في غياب العدالة الاجتماعية وتقسيم الدولة بين مؤيد للشريعة فـ هو مُحب للرئيس وأعوانه المخربين، وبين معارض للشريعة، فـ يطلقون عليه «علماني»، ولكن كانت أي شريعة يتحدثون عنها وأي دين يقول هذا، كانت هذه ديانة الجماعات المخربة، التي لا أصل لها، كانوا يفسرون الديانة الإسلامية على مصالحهم فقط.
اندلعت ثورة 23 يوليو للقضاء على الطبقية
إندلعت ثورة 23 يوليو المجيدة عام 1952، للقضاء على الطبقية لتي كان يستخدمها الملك فاروق، وكان زمام الحكم له ولـ حاشيته فقط، حيث كانت العائلة المالكة والمقربين منها من البشوات والأجانب، يحصلون على كافة الإمتيازات بينما كان الشعب المصري يُنظر إليه بنظرة تقليل وإستحقار من قِبل العائلة المالكة.
وغياب العدالة الإجتماعية، كان من الأمور التي جعلت الشارع المصري يغضب ويهيج على حكم الملك فاروق، فـ النظام الطبقي لا يعرف أبدًا العدالة الإجتماعية، ولا يراعي مصالح الشعب، ومن ثم كان غياب العدالة الإجتماعية سببًا لقيام ثورة 23 يوليو، وكانت مصر في هذا الزمان تعد واحدة من أغنى الدولة في العالم، وكانت تُفدم قروضًا للدول الأوروبية ولكن الثروات كانت توزع بشكل غير عادل.
الفرصة الأخيرة لـ الملك
وإذا رصدنا الكوارث التي كانت تحدث في حكم الملك فاروق نجد من أهمها حريق القاهرة 1952م المدينة المزدهرة أصبحت عبارة عن رماد، أكثر من 700 محل تجار التهمتهم النيران، بجانب دور العرض السينمائي، والأندية والمسارح وفي العادة في أيام الملكية ، كان دائمًا الشعب يدفع ثمن فواتير الصراعات السياسية.
الفرصة الاخيرة التي كانت للملك هي مفاوضات الجلاء، كان يستطيع أن يتمكن من إتخاذ خطوة جادة وحاسمة على طريق الإستقلال إلا أن التواطؤ أفشل تلك المحاولات البائسة، كانت أغلب الجهود التي تُبذل بهدف تحقيق الغاية للجهود الشعبية، متمثلة في التنظيمات الفدائية، التي تمارس الكفاح ضد المستعمرين، أما الحكومة والملك كانت محاولاتهما لحفظ ماء الوجه وحين عُرضت القضية على على الامم المتحدة، للأسف باءت بـ الفشل ولم تأتِ بنتيجة، وذلك كشف مدى خضوع الملك للإحتلال الإنجليزي، الأمر الذي مهد لقيام الثورة.
الجيش يتدخل لينقذ الشعب
وعندما نرجع للحاضر نرى أنه لا يوجد إختلاف بين أحداث الثورتين 23 يوليو و30 يونيو، فكلا الثورتين، متشابهات الأحداث والقضايا والجيش المصري ، يتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ الشعب.
اشتعلت ثورة 30 يونيو عام 2013، لأن محمد مرسي كان مثل الملك فاروق، يمارس العنصرية بين أفراد المجتمع وقسم المجتمع بين مؤيد للمشروع الإسلامي الذي كان يتمثل في الرئيس وجماعة المخربين، دون أن يقدموا دليلاً واحدًا عن المشروع، وبين معارض يتم وصفه بـ «العلماني»، وإتهامه بـ الخروج عن الحاكم، وبدل من أن يتجه الشعب للإنتاج والعمل، أصبح يتجه للعراك بين التأييد والمعارضة.
فشل في السياسة الخارجية
فقد فشل الرئيس المخلوع محمد مرشي، في السياسة الخارجية، شرقًا وغربًا، في فتح أفاق التعاون الثنائي بين الدول، وتدهورت علاقات مصر الخارجية بشكل كامل وواضح للجميع، وفشل أيضًا في استقدام تكنولوجيا متطورة او خبرات لقطاعات الأعمال بل علي العكس اصطحب مرسي معه في زياراته الخارجية رجال أعمال قاموا بعقد صفقات تجارية استنزفت جزء من الاحتياطي النقدي للبلاد.
ومعالجة سلبية للبلاد لأن الحكم الرئاسي كان في يد «المرشد»، وأعوانه كان مرسي مجرد صورة على عرش الرئيس فقط، وهذا أمر لا يتقبله شعب، فقد رسخ حكم جماعة الاخوان على مدار عام حالة من الاستقطاب الحاد، بين الشارع المصري، وعمل بسرعة فائقة علي ترسيخ الأخونة ونشر هذا الفكر رغم تنامي الشعور المعادي له من يوم لآخر.
الجماعة المخربة تعتدي على الأجهزة الأمنية
إفتعال الأزمات لكي يشتت جهود الأجهزة الأمنية، والحد من اكتمال البناء الأمني الفائق، ومن أبرز هذه المشاهد احياء ذكري أحداث محمد محمود، وستاد بور سعيد، واحداث قلاقل أمنية من آن لآخر بالعديد من المحافظات خاصة بور سعيد والسويس.
وكان دائمًا يصدر القرارات التي تتسبب في زيادة الضغط الشعبي على الأجهزة الأمنية، حتى جعل الشعب يظن أن الأمن هو العدو الحقيقي له، وأفرج عن السجناء ذوات الفكر المتطرف، استوطنوا سيناء وسعوا الي تكوين إمارة إسلامية متطرفة تستمد العون من انفاق التهريب مع قطاع غزة، التي حظيت بكل الدعم والحماية من رئيس الدولة ذاته، نفذت هذه الجماعات فعلاً خسيساً بالإجهاز على 16 شهيداً من الأمن وقت الإفطار في رمضان، وبعد أشهر تم اختطاف سبعة جنود قبل أن يفرج عنها بفعل حشود الجيش لتعقب الإرهابيين، وتدخل جماعة الرئيس للإفراج عن الجنود. فضلاً عما تكشف بعد إقصاء هذا الرئيس من كون هذه الجماعات الإرهابية السند لجماعة الإخوان في حربها الإرهابية ضد الدولة.
سعى عدد من أعضاء جماعة الرئيس للاحتكاك اللفظي بالمؤسسة العسكرية وقادتها، ومحاولة النيل من هذه المؤسسة التي تحظى بكل الحب والتقدير من الشعب كافة عبر إشاعة الأقاويل حول وحدتها وتماسكها.
أزمات البنزين والسولار
تكررت وبشكل متواصل أزمات البنزين والسولار، بما أثر على الحركة الحياتية للمواطن، وأنعكس ذلك علي الانقطاع المتكرر للكهرباء.
اتجاه واضح نحو تغيير هوية مصر الثقافية، والعمل علي ارتدادها لحساب توجهات رجعية متخلفة، بدءً من منع عروض الباليه بدار الأوبرا، الي إقصاء قيادات الثقافة والفنون والآداب، مقابل إحلال قيادات تدين بالولاء للجماعة الداعمة للحكم.
ارتبك الحكم في مواجهة كافة المشكلات الاقتصادية، فارتفع عدد المصانع المتعثرة، وازداد معدل البطالة بين فئات قطاعات التشغيل كافة، وتراجعت معدلات السياحة الي مستوي متدن، وجاءت المعالجة السلبية لسعر صرف الجنيه لتزيد من الضغوط الحياتية علي المواطنين. وفشل الحكم في تحديد معدل نمو خلال عام الحكم يمكن الاسترشاد به محلياً ودولياً.
هروب المستثمرين الأجانب من مصر
اثرت الأوضاع السياسية والأمنية غير المستقرة بشكل كبير، فضلاً عن تخفيض قيمة الجنيه، على التعامل داخل البورصة المصرية، فزادت خسائر حائزي الأوراق المالية، وهرب أغلب المستثمرين الأجانب، وانخفض تصنيف مصر الائتماني لعدة مرات، الأمر الذي عكس خشية المستثمرين علي استثماراتهم في مصر.
ومن بعدها هاج الشعب على الجماعة المخربة وخرج في مظاهرات سلمية تطالب بتنحي الرئيس مرسي، ولكن لاكان للجماعة رأيًا أخر، ظلت تخرب في البلاد وتقتل في الشعب والجنود، وأخذوا من رابعة العدوية مستوطنًا يتمردون فيه على إيرادة الشعب، فتدخل الجيش لينقذ البلاد من حكم الاضطهاد والعنصرية والتخريب المستمر من قبل جماعة المخربين، وينقذ الثورة ويقف بجانب الشعب ليُلبي مطالبهم.