أصدرت محكمة جنايات القاهرة، منذ قليل، قرارًا بإحالة أوراق المتهمين في قضية طبيب الساحل، إلى مفتي الجمهورية؛ لاستطلاع الرأي الشرعي في إعدامهما شنقًا.
طبيب الساحل
وشهدت جلسة محاكمة المتهمين اليوم قيام دفاع المتهمين بالتماس البراءة من هيئة المحكمة لبطلان اعتراف المتهم الثاني في القضية لكونه وليد إكراه، وكذلك بطلان الفيديوهات التي تم تحريزها في القضية وانعدام السببية بين إصابات المجني عليه وما ورد في تقرير الطب الشرعي من أسباب الوفاة.
استمعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالعباسية، اليوم الأحد، لمرافعة المحامي بالنقض أشرف نبيل، دفاع الطبيب أحمد شحته المتهم وآخرين بقتل طبيب الساحل أسامة صبور.
وقال “نبيل” في مرافعته إن المتهم “مات من الخضه”، مدللا على كلامه بأن الوصفة الطبية للدواء المخدر سبب الوفاة في تقرير الطب الشرعي “تشير إلى أنه يسبب الوفاة في حالة تعاطي 100 ضعف الكمية” التي يجب أن يحصل عليها الضحية وهو مالم يحدث.
وأضاف بأن الطب الشرعي أخطأ حينما أرجع الوفاة لارتفاع درجة الحرارة بالإضافة للمخدر، فلم يثبت إصابة المجني عليه بانكماش في عضلة القلب أو خفقان في الرئة.
وأرجع الدفاع وفاة المجني عليه إلى الخوف الشديد، مستندا إلى ثبوت تواجد مادة الأدرينالين بكثرة، على حد قوله.
واستهل أشرف نبيل دفاع المتهم مرافعته بتقديم العزاء لأسرة المجني عليه وللمحامين عنه معلقا: أنا لست محاميا لمجرم ولا شيطان، بعيدًا عن مدى البطش الذي طال المجني عليه وبعيدا عن المشاعر، فأنا كلي يقين من براءة المتهم مما نسب إليه.
واستكمل دفاع المتهم الأول، بالدفع ببطلان الاتهام واعتراف المتهم الأول كونه وليد ضغط معنوي، وأيضا الدفع ببطلان اعترافات المتهم الثاني، والمتهمة الثالثة ضد المتهم الأول، كونه وليد إملاء تم إملاؤه عليهم وهو وليد إكراه معنوي.
ودفع أشرف نبيل محامي المتهم الأول، بعدم توافق الركن المادي والمعنوي في جريمة القتل العمد في حق المتهم، كما أنه نفى جريمة سبق الإصرار عن موكله بدليل استحالة أن يكون المخزن المبطن بالإسمنت والفيبر والمغطى مع خلفية المتهم العلمية كطبيب بعلم الخصال المطلوبة لتحلل الجثث ف القبور، كما أن تلك الحفرة تم إعدادها قبل الواقعة بشهر ونصف لتهيئتها كمخزن للأدوية، وإن دفع المجني عليه بها كان تصرفا وليد اللحظة.
وأضاف دفاع المتهم الأول، بأن حرص المتهم على عدم كشف شخصيته للمجني عليه يؤكد عدم وجود أي نيته لإزهاق روح المجني عليه، بدليل أن المتهم حاول غنقاذ المجني عليه عندما ساءت حالته الصحية، وذلك بإعطائه محاليل ملح وحقنه بالأدرنالين وأجرى إنعاشا قلبيا ورؤيا له.
وكشف ممثل الإدعاء في القضية المعروفة إعلاميا بــ”طبيب الساحل” خلال مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة في العباسية، أن المتهمين اعدوا صاعق كهربائى وأقراص مخدرة لتخدير الضحية، وحبال وعصا خشبية لاستخدامها في التعدى على المجنى عليه بقصد ازهاق روحه للحصول على ما بحوزته من مبالغ مالية.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار عبد الغفار جاد الله، محاكمة المتهمين في قضية طبيب الساحل، حيث ستستمع المحكمة إلى مرافعة الدفاع.
وكانت النيابة العامة قررت حبس (طبيب)، وعامل لديه بعيادته، ومحامية على علاقة بها، حبسًا احتياطيًّا على ذمة التحقيقات الجارية معهم؛ لاتهامهم بارتكاب جناية قتل الطبيب المجني عليه أسامة توفيق عمدًا مع سبق الإصرار، والتي اقترنت بجناية سرقته بالإكراه، وذلك بعدما أقروا بتخطيطهم لاستدراجه وتخديره لسرقته، ثم دفنه بحفرة في عيادة الطبيب بعد وفاته من أثر التخدير.
وكانت النيابة العامة قد تلقت إخطارًا يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من شهر يونيو الجاري بتغيب المجني عليه أسامة توفيق -طبيب عظام بمستشفى معهد ناصر- منذ اليوم الرابع من ذات الشهر، إذ كان متوجهًا لعمله وأغلق هاتفه واختفى أثره، وأن الشرطة قد تمكنت باستخدام التقنيات الحديثة من تحديد آخر زمان ومكان تواجد بهما، حيث كان برفقة صديقه المتهم طبيب عظام بذات المستشفى-، فانتقلت الشرطة لمقر عيادة الأخير بدائرة القسم، فتبينت وجود آثار ترميمات بها وحفر حديث وأجولة تحوي مخلفات الحفر، فضلًا عن انبعاث رائحة كريهة من العيادة.