تحقيق: سماح عثمان
نماذج لسيدات اختارتهم مؤسسات المجتمع المدني كأمهات مثاليات يمثلن بحق رحلة كفاح للمرأة المصرية التي قد تضحي بحياتها ومن أجل إسعادها وبسبب الفقر والجهل والاحتياج أوقعهن حظهن العسر فريسة للديون، وبالتالي قضوا سنوات من عمرهن بعيدا عن الأبناء خلف القضبان بلا ذنب سوي محاولاتهن تلبية أبسط احتياجات أسرهن الفقيرة، ودخلن السجن بسبب شراء ثلاجة أو غسالة أو بوتاجاز لجهاز البنات .
قمت بدور الأب والأم
“أم عبد الرحمن” هي الأم والأب في نفس الوقت تبلغ من العمر 55 عاما زوجها مريض بحساسية شديدة على الصدر ولا يستطيع العمل فهو كان يعمل في إحدى شركات النظافة الخاصة التي تستعين بالبعض للتنظيف بعقد مؤقت وكانت حياتهم مستقرة ويستطيعون رعاية أولادهم الأربعة.
ولكن بعد مرض الزوج لم يقدر على العمل وأصبح العبء بأكمله على زوجته التي يجب عليها أن ترعى أبنائها الأربعة وتوفر العلاج لزوجها المريض على الفراش الذي يحتاج إلى أنبوبة أكسجين شهريا، فأصغر أولادها نهى طفلة في الصف الخامس الإبتدائى عندما سجنت أم عبد الرحمن كانت نهى تبلغ من العمر 3 سنوات وتركتها بمفردها مع أخوتها ليرعوها فما كان بيدها شيئ إلا أن تقترض لعلاج زوجها ولكفاية مصاريف أبناءها.
قررت عمل مشروع للإنفاق وكان السجن مصيري
أما ” منى” فهي شابة تبلغ من العمر 39 سنة من الكوم الأحمر وهى أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 9،7،3 وتعيش مأساة منذ خمس سنوات حين أصيب زوجها في حادث قطار تسبب في عجز كلى أعجزه عن العمل ولم يكن له مصدر دخل ثابت لأنه عامل باليومية، ولتوفير نفقات علاج الزوج والإنفاق على الأبناء اضطرت الأم لشراء أثاث وملابس بالتقسيط لبيعها على أن تسدد 500 جنيه شهريا لمدة عامين وقامت بالتوقيع على شيكات على بياض وعندما تعثرت في السداد قدم صاحب البضاعة بدعوى ضدها بقضيتين مطالبا منها سداد 69 ألف جنيه فصدر ضدها حكم بالحبس 12سنة .
وقالت “منى”، لقد عانيت من حالة نفسية سيئة في السجن لبعدي عن أولادي خاصة ابنى الذي يبلغ من العمر الآن 5 سنوات بعد أن قضيت عامين في السجن بعيدا عنه هو وباقي أخواته فكنت أبكى طوال الوقت، حتى صدر قرار العفو من الفريق السيسي الذي جعل قلبي يرقص من الفرحة وفرحتي بعودتي لأولادي ونومى بينهم عوضتني عن سنوات السجن التي قضيتها بعيدة عنهم وأطلب من الرئيس السيسي أن يستمر في الإفراج عن كل الغارمين مثلنا فالفرحة بلقاء الأطفال لها شعور لا يوصف وخاصة بعد الغياب فترة عنهم.
خبير قانوني لـ”أوان مصر”: لابد أن يحمل القانون الرحمة بين سطوره في قضية الغارمات
قال وائل أبو شوشة الخبير القانوني أن مساعدة السيدات الغارمات وتعديل القانون في العقاب حتى لايصبحوا سجينات وتظل وصمة تلاحقهم طوال حياتهم بسبب ظروف صعبة اضطرتهن إلى الاقتراض وعدم سداد ديونهم، فلابد أن يحمل القانون الرحمة في طياته وإنقاذ مستقبل أسرة بدلا من ضياع مستقبلها بسبب الديون.
واقترح أبو شوشة في تصريحاته لـ”أوان مصر”، أن حل مشكلات الغارمات واستبدال عقوبة السجن بالخدمة والمنفعة العامة، واقترح أن يتم تعديل القانون باستبدال العقوبة الموقعة على الغارمات بالتشغيل في أعمال تتعلق بالمنافع العامة وفي جهات بعيدة عن السجن وأن يراعى الجانب الإنساني وأن يصدر لائحة بأماكن وطبيعة تلك الأعمال من الجهات المختصة ويتم اعتمادها من رئيس الوزراء.
وأرى أيضا أن يتم تحديد العقوبات البديلة للحبس، وهى العمل في خدمة المجتمع، تحديد الإقامة فى مكان محدد، حظر ارتياد مكان أو أماكن محددة، التعهد بعدم التعرض أو الاتصال بأشخاص أو جهات معينة، الخضوع للمراقبة الإليكترونية متى توافرت شروطها، حضور برامج التأهيل والتدريب، إصلاح الضرر الناشئ عن الجريمة.
وتضمنت “التدابير البديلة” للحبس الاحتياطى والتى أعطت لعضو النيابة الحق فى الاختيار ما بين تحديد الإقامة في مكان محدد، الحضور لمركز الشرطة في أوقات محددة، حظر ارتياد مكان أوأماكن محددة، التعهد بعدم التعرض أوالاتصال بأشخاص أوجهات معيَّنة، الخضوع للمراقبة الإلكترونية.
كان محمد عشماوي، العضو المنتدب لبنك ناصر قال، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بتحليل ظاهرة الغارمات واتخاذ إجراءات لمنع ظهور تلك الظاهرة، منوها أن الرئيس السيسي كلف بنك ناصر بإطلاق صندوق استثمار خيري خاص بالغارمين، لتقديم رعاية متكاملة لهم.