كثيرة هي المواقف اليومية التي تحدث بين المواطنين المصرييين والتي تحمل معان عظيمة لقيمهم وأصالتهم، آخر هذه المواقف حدثت أمس الخميس في ثامن أيام شهر رمضان المبارك، وعلى متن قطار متجه إلى صعيد مصر.
شهامة الركاب أنقذت الأم والجنين
السيدة «س.م» ربة منزل في العقد الرابع من العمر، تعيش بإحدى قرى محافظة الفيوم، تخرج يوميا في الصباح الباكر باحثة عن أكل عيشها ومصدر قوتها، حيث تحمل فوق رأسها البيض والجبن والزبدة لبيعهم في محافظة الجيزة، فاستقلت القطار وذهبت للسوق وأنهت عملها بعد ساعات من المعاناة، وخلال عودتها وبينما هي فرحةً بما رزقها الله به وأنعم عليها من فضله، لتساعد به أسرتها، إلا أنّ القدر لم يمهلها كثيرًا حيث أصابتها آلام الولادة أثناء عودتها في القطار.
تعالت صرخات الأم بسبب آلام الولادة فتجمهر حولها جميع ركاب القطار، ليتفاجئوا بأنّها في حالة وضع، فبادرت السيدات داخل القطار على وضع طفلها، واتصل الركاب بالإسعاف التي جاءت مسرعة واصطحبتها من محطة القطار للمستشفى، لاستكمال الإجراءات الطبية، وتوقيع الكشف على المولود للتأكد من صحته.
تفاصيل الواقعة
فوجئ ركاب قطار القاهرة/ الفيوم، بصرخات سيدة، وإصابتها بآلام الولادة، حيث فاجأها المخاض أثناء عودتها من الجيزة بعد انتهائها من بيع منتجاتها الريفيفة، ولم تتمكن من تحمل آلام الولادة، ولم يقف الركاب مكتوفي الأيدي، بل قاموا بتغطية السيدة وعمل غرفة ولادة مؤقتة لها، فيما تجمعت السيدات والفتيات مستقلي القطار، والذين تفاجئوا بنزول رأس الجنين، فقاموا بمساعدتها على الولادة، مُقدمين التهنئة للأم على المولود الذي رزقها الله به في وقت مبارك، في شهر رمضان وقُبيل الإفطار، وقاموا بلف الطفل ببعض ملابس الرجال من ركاب القطار والذين تبرعوا بها للمولود.
وعلى الفور، اتصل سائق القطار بهيئة الإسعاف المصرية فرع محافظة الفيوم، واستدعى سيارة إسعاف والتي انتظرت الأم وطفلها في محطة الناصرية بدائرة مركز الفيوم، وقامت بنقل الأم وطفلها إلى مستشفى الفيوم العام لاستكمال إجراء الولادة، وعمل الفحوصات الطبية للأم والطفل للاطمئنان على حالتهما الصحية.
وتخضع الأم الآن، للفحص الطبي هي وطفلها للتأكد من سلامتهما، وعدم إصابتهما بأي أمراض أو مضاعفات جراء الولادة في القطار.