المكان والزمان مخيمات بالحزن، والدموع تتساقط بالكاد منذ وقوع الحادث الأليم الذي تقشعر له الأبدان بمحافظة المنوفية، وذلك عقب وقوع سيارة نقل في المياة وبداخلها عمال كثيرون ما تسبب في كتابة السطور الأخيرة في حياتهم.
أمهات خيم على وجههن الحزن والألم وصراخهم الشديد لم ينقطع، وأباء دموعهم المتواصلة تتساقط، جميعهم يقفون على الشاطيء ينتظرون خروج جثامين أفلاذ أكبادهم من المياة، الأمر الذي مازال يعيشه رجال الإنقاذ النهري في عمليات البحث عن المفقودين، والتي تعد آخرهم الطفلة “شروق ياسر محمد” من قرية التفتيش، والتي آثارت حزن الكثير من الرواد على منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
القضية التي تقشعر لها الأبدان دارت أحداثها في مركز أشمون بمحافظة المنوفية، حيث تجمع الأهالي على ضفاف نهر النيل فرع “رشيد”، بينهم أمهات وأباء عدد من المفقودين في حادث سقوط سيارة نقل في المياه وعلى متنها عمال من عزبة التفتيش التابعة لقرية طليا.
تمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال سيارة ربع نقل سقطت داخل فرع رشيد من أعلى معدية بمنطقة المناشي دائرة منشأة القناطر بمحافظة الجيزة وكانت في اتجاها للبر الآخر باتجاه المنوفية، والتي كانت تقل عمالة من قرية بالمنوفية للعمل في محافظة الجيزة حيث كانت تمر أعلي معدية من قرية القطا الي البر الثاني عزبة الرمل اشمون في محافظة المنوفية.
وأعلنت قوات الأمن انتشال جثتين من أبناء محافظة المنوفية وهم زينب عبد المؤمن 17 سنة وسعيد سعد الطناني 13 سنة وتم نقلهم إلي الوحدة الصحية بالقطا، كما تم استخراج عددا من المفقودين الآخرين، وتواصل قوات الانقاذ النهري بالجيزة عمليات البحث عن “شروق” التي تعتبر آخر ضحايا معدية منشاة القناطر حيث تدخل عمليات البحث يومها الرابع دون العثور على جثة الفتاة بعد انتشال جثامين ٧ اخرين.
وكشفت مصادر أمنية أن الجثامين التي تم استخراجها في اليوم الثاني للحادث عثر عليهم على بعد قرابة من ١ الى ٢ كيلو متر بعدما جرفهم تيار نهر النيل واضافت المصادر ان كميات “الهيش” على جانبي النيل قد تخفي الجثمان الاخير حيث مشطت لانشات الانقاذ النهري ضفتي النيل من الجيزة للمنوفية والبالغ عرضها ٨٠ متر تقريبا ولم يتم العثوى على الجثمان الاخير حتى الان.
وتتمركز على ضفة النيل قوات أمن الجيزة تحت قيادة اللواء علاء فاروق مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة واللواء مدحت فارس مدير الادارة العامة للمباحث والعميد عمرو البرعي رئيس مباحث قطاع اكتوبر والعقيد علي عبد الكريم مفتش مباحث قطاع شمال اكتوبر والمقدم اكرامي البطران رئيس مباحث منشاة القناطر لمتابعة عمليات البحث حتى انتهائها بالعثور على الجثمان.
وتجمع أهالي الفتاة المفقودة، أمام البر الآخر من فرع النيل، نطاق عزبة التفتيش التابعة لقرية طليا بمركز أشمون في محافظة المنوفية، التي ينتمي لها الضحايا؛ لمتابعة استخراج آخر جثث الضحايا، وهي لفتاة تدعى “شروق”.
وأكد الأهالي أن الفتاة المفقودة في مياه النيل هي الابنة الكبرى لوالدها، وكانت تساعده على تربية شقيقاتها الـ4 الصغار في مواجهة أعباء الحياة.