بدأت شوارع وميادين القاهرة حالة من البهجة، وقاموا الأهالي بالاستعداد لشهر رمضان الكريم، وكل منطقة تحتفل على حسب طريقتها، وقاموا أصحاب المحلات بفرش بضائعهم، وبدأت الأهالي بتعليق الزينة بجميع شوارع المحروسة.
وبدأت الأجواء الرمضانية بصورة لافتة للنظر خاصة بالأحياء الشعبية التي تبدع في إستقبال شهر رمضان هذا العام مثل حي شبرا، والسيدة زينب، والغورية، والخيامية، حيث إنتشرت فروع الأنوار والزينة بالشوارع والأغاني الرمضانية بـ المحلات والأهالي في الشوارع يتسوقون لشراء ياميش رمضان، والأطفال يشترون الفوانيس وفرحة عارمة من قِبل الأهالي بدخول شهر رمضان.
وفي جوله ميدانية أجراها أوان مصر ، بشوارع القاهرة رصدنا من خلالها ظهور أجواء رمضان وخاصة في المناطق والأحياء الشعبية، والتي تتوعت في أغلبها ما بين وضع الخيام الرمضانية ونشر الزينة بالشوارع من أجل إدخال الفرح والسرور على أبنائهم، وتعليق الفوانيس بالشوارع من قِبل المسلمين والأقباط، وتنظيف الشوارع وحالة من البهجة تعُم على المواطنين في إستقبال شهر رمضان.
المحروسة تتزين
وقال “محمد الصولي”، أحد أهالي السيدة زينب نحن كل رمضان نُعلق الزينة الرمضانية ونشتري الفوانيس لأبناءنا ولكن شهر رمضان الماضي كنا لانستطيع الخروج من المنازل وشراء الوانيس وتعليق الزينة بسبب كورونا وبسبب مواعيد الحظر، ولهذا السبب فـ شهر رمضان القادم نستعد له بكل فرحة وإقبال لكي نعوض ما راح منا رمضان الماضي، ولكي نحس بفرحة رمضان علينا أن نتشارك في تعليق الزينة وشراء الفوانيس للأطفال وغيره من الأشياء التي نحس من خلالها بالشهر الكريم.
وأكد “محمود الصايغ”، “تاجر فوانيس” أن حركة الشراء هذا العام تقوم بشكل جيد بدون أي عقوبات، خلافاً للعام الماضي، وأن أسعار الفوانيس مناسبة وأسعارها تبدأ من 15 جنيهاً إلى 360 جنيهاً، وتوجد جميع المقاسات، مشيراً إلى أن مُعظم التجار يفضلون تجهيز المحلات بـ زينة رمضان لجذب أكبر عدد من الجمهور لأن “الزبون”، عندما يرى أشكال المحلات نظيفة يشتري.
وأوضح “مصطفى عادل”، من أهالي السيدة زينب إن أسعار المنتجات المستخدمة في تزيين الشوارع والمنازل والمقاهي مناسبة إلى حد ما وتعد في متناول الجميع وأن الأسعار لم تختلف كثيراً عن العام الماضي.
وقالت “منى مصطفى”، من أهالي حي شبرا مصر أن الإستعدادت لشهر رمضان من تركيب الزينة وشراء الفوانيس تمثل حالة مبهجة وتشعرنا كبيرة من الفرحة ومنها نحس بقدوم شهر رمضان، مضيفة، أن معظم الشباب والبنات والأطفال حريصين على التقاط الصور التذكارية مع الزينة والفوانيس ليحتفلوا.
شهر المحبة والغفران
وعندما كنا نتجول في شبرا مصر إلتقينا بـ “بيتر ذكي“، قبطي صنع أكبر فانوس على هيئة هلال بداخله صليب إحتفالاً بـ شهر رمضان الكريم الذي إستغرق منه ثلاثة أسابيع، وهو دائماً يحتفل مع المسلمين بـ شهر رمضان ولكن هذه المرة قرر أن يفعل شيئاً مختلفًا، تعبيراً منه على مدى حبه وإحترامه للمسلمين، وغير هذا بدأ يُعلق الزينة مع المسلمين، ويعد مائدات الرحمن مع المسلمين ويستقبل شهر رمضان مثله مثل المسلمين، وقال لـ “أوان مصر”، هذا المجسم يحمل معاني كبيرة بفضل المجهود الذي بذهله، مؤكداً السنة القادمة سيكون أكبر من ذلك، ويريد أن تعم طقوس الوطنية والمحبة جميع أنحاء مصر، وأن تلك المناسبات تعتبر فرصة جيدة لكي نعبر فيها عن مدى حبنا لبعض.
ويقول «سالم علي»، بائع في أحد المحلات بـ «شبرا»، إن “شراء الفوانيس عادة تحرص عليها بعض الأسر في «شبرا»، وهم زبائن دائمون ونشتري الفوانيس كل عام لأننا نعرف أنهم سيشترونها، وهناك زبائن يشترون بالصدفة عندما يشاهدون الفوانيس مرصوصة على الرصيف”.
وهذا العمل والترابط العظيم الذي حدث في حي شبرا مصر يدل على المحبة بين المسلمين وأعوانهم الأقباط وجميع الأهالي يد واحدة وكلمة واحدة ولا فرق بين مسيحي ومسلم بل الجميع شركاء في وطن واحد، وارض واحدة ولا نستمع للعنصرية من أي جهة فالمصريين في ترابط دائم، وعندما سئلنا بعض الأقباط قالو، أن رمضان مناسبة عظيمة وفرصة لكي نعبر فيها عن مدى حبنا للمسلمين وتعاونا مع بعضنا البعض.
الحلمية ملوك الكنافة
وعندما تجولنا بـ حي “الحلمية”، إلتقينا بـ “محمد أحمد”، شاب اربعيني يعمل صنايعي كنافة فيحكي لـ “أوان مصر”، أن هذه المهنة ورثها عن أجداده ويعمل بها منذ الصغر ولم يتركها، مؤكداً أنه يشتغل طوال العام ويوزع على محلات الحلويات ولكن يتضاعف الشغل أثناء شهر رمضان الكريم، بالنسبة للمحلات في زيادة الكمية وبالنسبة لباقي الناس، وحدثنا عن أسعار النافة قائلاً، تترواح ما بين الـ 22 جنيه إلى 26 جنيه، وأن كل ما محل يبيعها بسعر خاص بيه.
وأردف أن نسبة المبيعات هذا العام أفضل من العام الماضي، لأن العام الماضي سيطرت كورونا على البلاد وأوقات الحظر كنا لا نستطيع أن نعمل بشكل جيد ولكن هذا العام نعمل بشكل جيد، وحركة الجمهور في الشوارع كثيفة وطلبات المحلات على الكنافة أكثر من العام الماضي بكثير.
وأكد “سمير عبد النبي”، أحد أهالي الحلمية أننا لا نشعر بـ رمضان من غير كنافة فـ لابد منها، مضيفاً أنها عادة أزلية تعودنا عليها ولا نستطيع أن نتركها أبداً، ونخاف على الصنعة من الإنقراض، فإذا إنقرضت عادة واحدة من عادات رمضان التي تربينا عليها، فـ هذا يعد من الأشياء الصعبة علينا.