الفوانيس تزين شوارع شبرا مصر، إستعداداً لـ شهر رمضان الكريم، وتظهر ظاهرة فريدة من نوعها بأكبر هلال بداخله صليب يصل طوله قرابة الـ 11 متر، وكان يجتمع حوله الأطفال والكبار ليأخذوا معه صور تذكارية، والأهالي يتسوقون لشراء فوانيس رمضان بفرحة عارمة.
والمصريون دائماً يبدعون لإستقبال شهر رمضان المبارك، وانفردت شبرا مصر بالإبداع المتميز هذا العام بتزيين الشوارع، وعمل أكبر فانوس في مصر بيد قبطية، وهذا يظهر مدى ترابط المسلمين والأقباط بعضهم ببعض، وحتى في ساعة الإفطار لا تستطيع أن تميز بين مسلم أو مسيحي.
«الهلال» في قلب «الصليب»
والتقى “أوان مصر”، بـ بيتر ذكي القبطي الذي صنع أكبر فانوس في مصر، «هلال بداخله صليب»، الذي إستغرق منه ثلاثة أسابيع، وهو دائماً يحتفل مع المسلمين بـ شهر رمضان ولكن هذه المرة قرر أن يفعل شيئاً مختلفًا، تعبيراً منه على مدى حبه وإحترامه للمسلمين.
وقال «بيتر»: أنه عندما رأى فرحة أهالي شبرا، بهذا العمل أن يستمر فيه، مضيفاً أنه لا فرق بين المسلمين والأقباط، وأن الجميع شركاء فـ وطن واحد.
وتابع «بيتر»: هذا المجسم يحمل معاني كبيرة بفضل المجهود الذي بذهله، مؤكداً السنة القادمة سيكون أكبر من ذلك، ويريد أن تعم طقوس الوطنية والمحبة جميع أنحاء مصر، وأن تلك المناسبات تعتبر فرصة جيدة لكي نعبر فيها عن مدى حبنا لبعض.
الترابط بين المسلمين والأقباط
وأستكمل «أحمد سعيد» أحد أهالي شبرا مصر، هذا عمل رائع من قِبل المسحيين تجاه المسلمين، وإن دل على شئ فإنه يدل على روح المحبة والترابط وأن جميعنا شركاء في أرض ووطن.
واستطردت «ضحى جمال»، أنها من مدينة «عين شمس»، ولكنها أتت خصيصاً لكي تلتقط صورة تذكارية مع الفانوس، مشيدة بالعمل الرائع الذي قام به «بيتر ذكي».
وأضاف «جمال خليل»، صاحب الـ 24 سنة من أهالي شبرا مصر أنا قبطي واعتد عمل زينة رمضان منذ أن كنت طفلاً، وحتى الآن أشارك جيراني المسلمين بعمل وتركيب الزينة.
زينة رمضان
في شوارع «شبرا مصر» يستعدون الأهالي بـ زينة رمضان، حيث تتشابك أطراف خيوط الزينة بنوافذ البيوت مع بعضها البعض، لتتحول جميع البيوت إلى بيت واحد، ويركب الزينة المسلمين والأقباط، التي تتطور وتدخل عليها تعديلات عامًا تلو الآخر، فبدأت بالأكياس البلاستيكية الخفيفة لعمل العديد من الأشكال ثم أصبحت حالياً زينة مصنوعة من الورق على شكل فانوس وهلال رمضان.
وتحافظ غالبية الأسر في «شبرا مصر»، على عادة شراء فوانيس رمضان وتركيبها في الشرفات أو في مداخل المنازل.
ويقول «سالم علي»، بائع في أحد المحلات بـ «شبرا»، إن “شراء الفوانيس عادة تحرص عليها بعض الأسر في «شبرا»، وهم زبائن دائمون ونشتري الفوانيس كل عام لأننا نعرف أنهم سيشترونها، وهناك زبائن يشترون بالصدفة عندما يشاهدون الفوانيس مرصوصة على الرصيف”.
وأضافت «شيماء عبدالحكيم»: لا يكتمل رمضان إلا بزينة وفوانيس، ولكن غير كده لا نستطيع الإحساس بالفرحة.