سيدة تجردت من مشاعر الأمومة التي وضعها الله فطرة في كل نساء الأرض، وتحجر قلبها، وهيأ لها الشيطان انها بذلك سوف تتخلص من أعباء الحياة، خشية من أن تزيد معاناة الحياة عليها لوجود طفلتين معها.
لتقرر تلك السيدة أن تحمل طفلتها أمينة البالغة من العمر عامين، والأخرى سارة ذات الـ 8 سنوات وتأتي بهم من قريتها في عزبة هجرس التابعة لمركز بلقاس بالدقهلية إلى القاهرة، متخذة في قرارة نفسها إنهاء حياتهما كما رسم لها الشيطان انها بذلك تخلصهما من عبء الحياة ومشقاتها.
بعد رحلة طويلة من السفر وصلت السيدة إلى محافظة القاهرة، وانتظرت خلو محكمة الجنايات تمامًا من المارة، حتى تقدم على فعل جريمتها، وبالفعل حملت طفلتها الأولى أمينة البالغة من العمر عامين، وألقت بها في النيل، لتلفظ الرضيعة أنفاسها الأخيرة بين طيات الموج وهو يضرب بها هنا وهناك.
ثم حملت طفلتها الثانية سارة ذات الـ 8 سنوات لتلقي بها هي الأخرى في النيل، ولكن كان للقدر رأي أخر، فتشبثت الطفلة بملابس والدتها وسور الكوبري وأخذت تصرخ وتستنجد بالمارة حتى انتبه لها أحد الأشخاص وأنقذها قبل أن تلقي حتفها وتلحق بشقيقتها.
ووجهت النيابة العامة تهمًا للأم بموجب مواد قانون الإجراءات الجنائية، وأحالت القضية إلى محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة استئناف القاهرة، لمعاقبة المتهمة إلهام محبوسة طبقا لمواد الاتهام مع استمرار حبسها احتياطيا على ذمة المحاكمة، وندب محامي للدفاع عنها وإعلان المتهمة بأمر الإحالة.