سد النهضة/ يبدو أن دخول إسرائيل إلى القارة الأفريقية، منعكس بشكل كبير على آخر التطورات في الوضع الإقليمي، إذ تم إدراج الدولة اليهودية في كمراقب في مؤسسة الاتحاد الإفريقي في أواخر يوليو الماضي.
مفاوضات سد النهضة
لذا قد تكون إسرائيل، طرفا دوليا في أزمة سد النهضة، فقد أوضح مسئول سوداني، أن حكومة الخرطوم، لديها تفهمات مشتركة مع تل أبيب فيما يخص قضية سد النهضة الإثيوبي.
وقد نقلت صحيفة الحراك السياسي السودانية، عن المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية، منصور بولاد، أنه بحكم العلاقات الجديدة بين الطرفين السوداني والإسرائيلي،ب بعد اتفاقية ابراهام، الموقعة العام المنصرم، فإن هنالك تفاهمات مسبقة مع إسرائيل.
وأكد المتحدث باسنم الخارجية السودانية، أنه لكن لا يوجد إجراء رسمي حتى الآن.
ونفى المسئول السوداني أي وساطة أقدمت عليها، إسرائيل لحل الأزمة، بعدما تداولت مجموعة من الصحف السودانية أنباء أفادات بتواصل إسرائيلي مع أطراف الصراع، حول وساطة ممكنة.
وأوضح بولاد أنه رغم توقيع الحكومة الانتقالية السودانية ”اتفاقيات إبراهام للسلام مع إسرائيل”، إلا أن العلاقات بين البلدين لازالت تشوبها التفاصيل غير الواضحة.
وأكد المسئول السوداني، أن بلاده ترحب بأي مبادرة تؤدي إلى حلّ إشكاليات أزمة سدّ النهضة، مشيرا إلى أنه إذا ما أقدمت تل أبيب على ذلك ستكون المبادرة إلى نظرة.
قرار ضرب السد ليس بالأمر السهل
وقال الدكتور مصطفى علوي، الخبير السياسي والأستاذ بجامعة القاهرة السابق، إن أزمة سد النهضة مرهونة بقرارات مجلس الأمن الدولي، التي مقرر اتخاذها خلال جلسة ستعقد غدا الخميس 8 يوليو، بحضور سفراء الدول الأوروبية مثل الصين وروسيا وممثلي دول العرب ووفدي مصر والسودان.
وأشار «علوي» في تصريحات لـ «أوان مصر» إلى ضرورة الضغط من قبل الدول العربية بأحقية مصر في حماية أمنها المائي، والوقوف بجانب مصر والسودان، خاصة وأن قرار ضرب السد ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض.
وأكد الخبير السياسي، أن الخيار العسكري ليس أمرا مستبعدا، ولكن مصر تسير في الاتجاهات القانونية، في عملية التفاوض التي ظلت مستمرة بمماطلات من قبل الجانب الإثيوبي لمدة 10 سنوات، متمنيا أن يكون الخيار العسكري آخر الحلول والسبل في ذلك بالتنسيق مع السودان.
في السياق ذاته، قال الدكتور حسن نافعة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن بيان إثيوبيا الذي أرسلته إلى وزارة الري يوم الإثنين، يدل على كراهية تاريخية قديمة لمصر، ومحاولة لفرض سياسة الأمر الواقع، الأمر الذي يعني أن هناك محاولة منها ومن يمولها بإرسال رسالة ترهيب إلى مصر والسودان.
وأشار «نافعة» في تصريح لـ «أوان مصر» إلى أن مصر الآن تسير في المسار السلمي – القانوني، الذي يُخرجها من أي مسائلة دولية حال اتجهنا إلى الحل العسكري وضرب السد، خاصة وأن مصر والسودان لديهما ما يمكنهما من ذلك.
وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن مصر تُشهد العالم على موقف إثيوبيا، منوها على ضرورة عمل توافق مصري – سوداني؛ استعدادا لأية تطورات ستتم عقب اجتماع مجلس الأمن يوم الخميس 8 يوليو.