تجري عمليات تطوير ميدان التحرير، التي تقوم بها الدولة المصرية، ليكون الميدان رقعة جمالية وحضارية تعكس جمال قلب القاهرة الساحرة، وليكون ميدان التحرير لائقا بميدان قلب العاصمة المصرية، ويضاهي ميادين العواصم الأوروبية.
وقد تفقد الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، صباح اليوم الأحد، أعمال الترميم الدقيق لمسلة ميدان التحرير بأيدى فريق من مرممى المجلس الأعلى للآثار تمهيدا للافتتاح الوشيك لمشروع تطوير الميدان والذى بدأته الوزارة بالتعاون مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، ومحافظة القاهرة.
مسلة الاجداد
وأوضح الدكتور وزيرى، أنه تم الانتهاء من أعمال تجميع وتركيب جميع اجزاء المسلة، وتركيب ورفع الجزء الأخير لها ذو القمة الهرمية الشكل أواخر الأسبوع الماضي.
وأضاف أن المسلة قبل نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية كانت مقسمة إلى عدة أجزاء، منها الجزء العلوى على شكل “بن بن” (هريم)، حيث يبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها حوالى 19 مترا ويصل وزنها إلى حوالى 90 طنا، وهى منحوتة من حجر الجرانيت الوردى وتتميز بجمال نقوشها التى تصور الملك رمسيس الثانى واقفا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له.
وقد قام المجلس الأعلى للآثار بترميم وتركيب مسلتين بمنطقة صان الحجر الأثرية، ومسلتين بمدينه الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة، ونقل مسلة إلى المتحف المصرى الكبير.
وكان الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار تفقد منذ أيام أيضا أعمال تطوير ميدان التحرير وذلك لمتابعة عملية ترميم وتركيب اجزاء مسلة الملك رمسيس الثانى والاطمئنان على حالتها، بحضور الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
حيث تم تركيب الأجزاء الأخرى من المسلة على قاعدة مرتفعة حتى تكون بعيده عن أيدى المشاة ومرتادى الميدان، فيما خضعت جميع أجزاء المسلة إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممى المجلس الأعلى للآثار.
تطوير متكامل
ويشهد ميدان التحرير أعمال تطوير للميدان بالكامل بداية من مدخل الميدان من عبد المنعم رياض والحدائق الموجودة بالميدان بالكامل، حيث تم إعادة زراعتها بالنخيل ونباتات الزينة، كما تم زراعة المنطقة السطحية لجراج التحرير بأشجار الزيتون والنخيل، ونشر المقاعد بطول الحدائق الموجودة بالميدان.
وتأتي أهمية تخطيط الميدان هذه المرة في كونه جاء نتيجة تعاون بين وزارات الإسكان والتنمية المحلية والثقافة والآثار ومحافظة القاهرة، لتنفيذ مخطط تطوير الميدان تزامنًا مع خطة نقل الوزارات للعاصمة الإدارية الجديدة.
ويقول رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، في تصريحات له، إن خطة تطوير الميدان جاءت ثمرة التعاون بين العديد من الوزارات والجهات في الدولة، مؤكدًا أنه يمثل نقلة حضارية للميدان عقب الانتهاء من عملية التطوير.
وأوضح أبوسعدة: بأن تطوير الميدان يتضمن العمل على مستويين، الأول وهو تطوير الفراغ العمراني للميدان، ليتماشى مع قيمة الميدان وتاريخه العريق، كما وضعنا تصورًا لتطوير واجهات كافة المباني المطلة على الميدان، وترميم كافة الزخارف على الواجهات، وكذلك تعديل واجهات المحلات التجارية وإزالة كافة التعديات والمخالفات على واجهات المباني التراثية لتتبع الاشتراطات العامة للمنطقة كمنطقة تراثية مسجلة.
مؤسسات الدولة
وأضاف، يشترك في تطوير الميدان العديد من الجهات، ويقتصر عمل الجهاز على تطوير العمارات المسجلة طراز معماري متميز المطلة على الميدان، وقد قمنا بالتخطيط ووضع رؤية لإعادة رونقها بالتعاون مع المحافظة، وكذلك تطوير واجهات المحلات وتلافي وجود أي بروز أو أشياء تشوه هذه المحلات.
ونوه إلى أن تطوير الميدان يأتي تمهيدا لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط نهاية شهر يناير، وهو حدث عالمي لابد أن تتزين له محافظة القاهرة بالكامل.
ويستمد ميدان التحرير تفرده أهميته من موقعه في قلب العاصمة المصرية “القاهرة”، ويعود السبب في ذلك إلى أن الخديوي إسماعيل كان مغرما بالعاصمة الفرنسية باريس، وأراد تخطيط القاهرة على غرارها، وإنشاء ميدان يشبه ميدان الشانزلزيه، وبالفعل كانت القاهرة الخديوية.
ويحتوي ميدان التحرير على المتحف المصري ومجمع التحرير وجامعة الدول العربية والمقر السابق لوزارة الخارجية، وفندق ريتز كارلتون ومسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة.
ويعتبر ميدان التحرير من الميادين القليلة في القاهرة ذات التخطيط الجيد الفريد إذ يتفرع منه على شكل شعاع وإليه عدد ليس بالقليل من أهم شوارع وميادين العاصمة المصرية القاهرة منها، شارع الفلكي والتحرير وطلعت حرب وشارع قصر العيني وشامبليون وقصر النيل، ويتفرع منه ميدان عبدالمنعم رياض وطلعت حرب ومحمد فريد.