أعلن النائب أشرف رشاد، نائب رئيس حزب مستقبل وطن وزعيم الأغلبية البرلمانية، أنه سيعمل على تفسير أسماء الله الحسنى.
وكتب النائب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن وزعيم الأغلبية البرلمانية عبر حسابه بفيسبوك:
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}
الحمد لله الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العلى التى بلغت في الحُسن منتهاه، وفي الكمال أقصاه، ولا يحصيها إلا هوما أعظم _أحبتي في الله_ أسماء الله الحسنى التى حوت كل فضل وكمال، ولله الحمد أن أخبرنا بها، ويسر لنا أن نتبرك ونتقرب وندعوه بها.
يا فلاح من عَرِفها .. ويا سَعد من أحصاها .. ويا خير من دَعى بها وأعيا معناها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «إن لله تِسْعَةً، وتِسْعِينَ، اسْمًا، مِائَةً إلا واحدا مَنْ أَحْصَاهَا دخل الجنة»
وقال الإمام ابن القيم في الصواعق المرسلة.. (ولهذا كان أفضل الدعاء وأجوبه ما توسل فيه الداعي إليه بأسمائه وصفاته)..
أحبتي في الله..لعلنا جميعًا نعرف أسمائه الحسنى، ومعظمنا قرأها، وفينا من لاذ بها ونجى فى العديد من أزمات حياته..
لكننى أردت في هذا المقام التوقف بعض الشىء عند حديثه ﷺ فى علاج الهمِّ والحزن:
(أسألك بكل اسمٍ هو لك، سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك)..
فله سبحانه أسماء يختص بها بعض عباده الأصفياء، وأسماء جعلها في علم الغيب؛ ما يفتح لنا التطلع لاسمه سبحانه الأعظم الذى إذا سؤل به أجاب وأعطى وقرب وهدى..
وعنه ورد عن الحبيب ﷺ أنه سمع دعاء بعض الصحابة فقال لقد دعى باسم الله الأعظم، وأنه أرشد أن اسم الله الأعظم فى سور البقرة وآل عمران وطه، وغيرها من الأحاديث التى تشير لوجود اسم الله الأعظم.
لكن ما هو اسم الله الأعظم؟؟؟هذا ما اختلف فيها العلماء؛ فمنهم من قال أنه (الله) ومنهم من قال (الحى القيوم) ومنهم من قال (ذو الجلال والاكرام) وغيره..
ولعل الأقرب من تلك الأقوال أن الاسم الأعظم هو (الله) فهو الاسم الجامع الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته، وهو اسم لم يُطلق على أحد غير الله تعالى.
وهو الاسم الذى جعله في التوحيد وهو الذى ذكره عن نفسه في حديثه لسيدنا موسى {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}..
و”اللَّه” هو الاسم الذي تفرَّد به عزّ وجلّ وحده، وقد خصَّ به نفسه، وأنَّ معاني سائر أسمائه سبحانه هي في حقيقتها صفات يمكن أن يتَّصف العبد بشيء يسير جدًّا منها.
قال ابن القيم –رحمه الله-: (اسم “الله” دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث، وعلى هذا أكثر أهل العلم).
لكنا نميل أن المراد بالاسم الأعظم هى حالة يكون عليها الداعي، تشمل كل من دعا الله بأي من أسمائه، إن كان على تلك الحال من الصفاء والنقاء والشعور بجلال وعظم الله..
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – : المراد بالاسم الأعظم هو كل اسم لله تعالى دعا العبد به مستغرقاً بحيث لا يكون في فكره حالتئذ غيره سبحانه، فإن من تأتَّى له ذلك استجيب له.
وبرغم تحدى الله للجميع بقوله: { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} إلا أننا لم نرى حتى كافرا أو ملحدا تجرأ على أن يسمى ابنه أو تابع له باسم (الله)..لذا لنطرق باب الله بكل أسمائه الحسنى، لنتذوق معناها واتساعها وكمالها وبركتها. مستشعرين معنى تبارك اسم ربك، ولنرجوه بما شئنا من الخير كل الخير عاجله وأجله.
هيا نستلهم معنى العظمة في كل اسم؛ فكل أسمائه سبحانه عظيمة.. ولنتقرب بها ونقدمها وسيلة عله سبحانه يرضى ويقبلنا فنسعد.
وفي الختام..
سنحاول بمدد الله وعونه، متوكلين عليه، ومستفتحين بسم الله، شرح معان الأسماء في سلسلة مقالات نرجو الله التوفيق فيها والقبول بها.
رزقنا الله وإياكم الإخلاص في القول والعمل