كتبت- سماح عثمان
تقودنا روح المغامرة أحيانا الى أماكن أكثر تشويقا من واقعنا المرير الذى نعيشه , فيذهب البعض إلى تسلق الجبال وآخرون للتخييم والحياة فى البرية , وغيرها من الأنشطة الإستكشافية الممتعة , ولم يكن فى مخيلتنا ونحن على أعتاب هذه الرحلة أنها ستكون مغامرة مرعبة بالنسبة إلينا وأننا سوف نخوضها فى مصر , فى حارة “الشيخ عز” بشارع الرذاذ بمنشية ناصر بالقاهرة , أكثر الأماكن فقراً ورعباً فى القاهرة.
فى البداية لفت إنتباهنا تقرير أعده موقع “أودى” الأمريكى الشهير والذى تم نشره العام قبل الماضى , وإختار منطقة “منشية ناصر” بالقاهرة ضمن قائمة تحتوى على أغرب تسع مدن بالعالم وقد إحتلت فيه المركز الثالث , لفت إنتباهنا التقرير فقررنا البحث عن دليل يقودنا إلى الداخل.
يقول “حامد” من اهل المنطقة أن شارع “الخاصة الملكية” يجمع عدداً كبيراً من مقابر الأسرة العلوية والأعيان والتى تحولت بمرور الزمن إلى مقابر أثرية حديثة نظراً لمعمارها الجذاب وقيمتها التاريخية .
يقول كنت أجلس عند شقيقتي وفجأة دخلت علينا إبنتها الصغيرة وهى تصرخ بشدة وتبكى مما آثار تساؤلاتنا , فسألناها عما حدث فحكت لنا عن رجل كان يريد ذبحها بالسكينة وهى تلقى بالقمامة كالعادة فى “الكوم” الكبير أعلى الجبل ولكنها هربت.
ليشير حامد إلى حادثة بشعة تتكرر كثيراً وقالت أنه قبل رمضان مباشرة إكتشفوا جثة طفلة لم تتجاوز السبعة أشهر مذبوحة وبدون رأس وملقاة وسط صناديق القمامة وأن هذه الحادثة دائماً ما تتكرر لأن المنطقة بها آثار ولابد من تقديم الأطفال كقرابين حتى يرضى “الجنى” حارس المقبرة بفتحها ولا يأذى أحد من أهالى المنطقة .
ففى سوهاج ألقت الأجهزة الأمنية القبض على تشكيل عصابى من 3 أشخاص أثناء تنقيبهم عن الآثار داخل منزل أحدهما بناحية مركز دار السلام، وبالفحص تم العثور على جثة طفلة لم يتعد عمرها 9 سنوات بها أثار ذبح وبإجراء التحريات وسؤال المتهمين تبين أنها ابنة أحدهم وأنه ذبحها بعد أن أقنعه بذلك أحد المشعوذين للتقرب من الجان لفتح المقبرة الفرعونية.
الكحلاوي لـ”أوان مصر”: جهاز يصل لمليون جنيه يشتريه المواطنين ليبحثوا عن الآثار
يقول الدكتور محمد الكحلاوى الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب أن من ضمن طرق البحث عن الآثار جهاز يتم شراؤه من الخارج يبدأ سعره من 50 ألف جنيه ويصل إلى مليون جنيه، حسب قدرات الجهاز فى الكشف عن الاثار الموجودة تحت الأرض وهو بالفعل يحدد المادة الموجودة أسفل الأرض، مؤكدًا أنه فى المقابل يجب على الدولة توفير أجهزة حديثة للكشف عن الآثار التى يتم تهريبها مثلا داخل “كونتينرات” الخضر والفاكهة
والأثاث.
وأضاف الكحلاوي في تصريح خاص لـــ”أوان مصر” ، نحن أمام إشكالية بفقد معظم الشعب المصري لهويته فأصبح الجميع يبحث عن الآثار تحت المنازل والأراضى عن طريق أجهزة الإستشعار .
وقال الكحلاوي، الجميع يبحث عن الآثار بوجود “هوس” لدى الشعب المصرى بالبحث عن الكنوز المدفونة والثراء السريع والسعى وراء الخرافات ونصب الدجالين .