دلال المغربي فتاة فلسطينية ولدت في مخيم صبرا للاجئين الفلسطينيين كرست حياتها للكفاح ضد المحتل الصهيوني انضمت لحركة (فتح ) عام 1975 وشاركت في كثير من أعمال المقاومة حتي أختيرت عام 1978 ضمن فرقة لعمل ضربة نوعية في صفوف العدو الإسرا ئيلي
كانت العملية الفدائية تقوم على أساس القيام بإنزال على الشاطئ الفلسطيني والوصول إلى تل ابيب لمهاجمة مبنى الكنيست الذي كان في حينه هناك، كانت عملية فدائية استشهادية فتسابق الشباب على الاشتراك فيها وكان على رأسهم دلال المغربي وتم فعلا اختيارها رئيسة للمجموعة التي ستنفذ العملية والمكونة من اثني عشر فردا عرفت العملية بعملية الشهيد (كمال عدوان) وهو القائد الفلسطيني الذي استشهد في بيروت واختير اسم مجموعة ( دير ياسين) للفرقة الفدائية.
في صباح يوم 11 من مارس 1978 اتجهت دلال مع فرقتها الفدائية حيث ركبت مجموعة دير ياسين سفينة نقل تجارية تقرر أن توصلهم إلى مسافة 12 ميل عن الشاطئ الفلسطيني ثم استقلت المجموعة زوارق مطاطية تصل بهم إلى شاطئ مدينة (يافا )القريبة من تل ابيب حيث مقر البرلمان الهدف الأول للعملية ووصلوا إلى الشاطئ في منطقة غير مأهولة ونجحت عملية الإنزال والوصول إلى الشاطئ ولم يكتشفها الإسرائيليون حيث لم تكن اسرائيل تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ على هذا النحو كما نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع العام المتجه نحو تل ابيب حيث تمكّنت دلال المغربي ومجموعتها من إيقاف سيارة باص كبيرة بلغ عدد ركابها ثلاثين راكبا وأجبروها على التوجه نحو تل ابيب أثناء الطريق استطاعت المجموعة السيطرة على باص ثاني ونقل ركابه إلى الباص الأول وتم احتجازهم كرهائن ليصل العدد إلى 68 رهينة.
اكتشفت القوات الإسرائيلية العملية فجندت قطع كبيرة من الجيش وحرس الحدود لمواجهة الفدائيين وسعت لوضع الحواجز في جميع الطرق المؤدية إلى تل أبيب لكن الفدائيين تمكنوا من تجاوز الحاجز الأول ومواجهة عربة من الجنود وقتلهم جميعا الأمرالذي دفع بقوات الاحتلال إلى المزيد من تكثيف الحواجز حول الطرق المؤدية إلى تل أبيب غير أن الفدائيين استطاعوا تجاوز حاجز ثان وثالث حتى أطلّوا على مشارف تل أبيب فارتفعت روحهم المعنوية أملا في تحقيق الهدف لكن قوات الاحتلال صعدت من إمكاناتها العسكرية بمزيد من الحشود.
عملت قوات الاحتلال على تعطيل إطارات الباص ومواجهته بمدرعة عسكرية لإجباره على الوقوف.. حاولت المجموعة الفدائية مخاطبة الجيش بهدف التفاوض وأملا في ألا يصاب أحد من الرهائن بأذى لكن جيش الاحتلال رفض أن يصغي بل إن الجيش أعلن عبر مكبرات الصوت أن لا تفاوض مع جماعة (المخربين) وأن عليهم الاستسلام فقط ثم أصدرت دلال أوامرها للمجموعة بمواجهة قوى الاحتلال وجرت معركة عنيفة ضربت خلالها دلال المغربي ومجموعتها نماذج في الصمود والجرأة في الأوقات الصعبة عندما نجحت في اختراق الجيش ومقاتلته بأسلحتها البسيطة التي استخدمتها في آن واحد.
أصيبت دلال واستشهد ستة من المجموعة وبدأ الوضع ينقلب لمصلحة الجيش الاسرائيلي خاصة وأن ذخيرة المجموعة بدأت في النفاذ. كانت قوات الاحتلال خلال هذا المشهد تطلق قذائفها غير مبالية بالرهائن المحتجزين بالباص، فسقطوا بين قتيل وجريح وظهر للمجموعة أن الوضع أخذ في التردي خاصة وأن دلال أصيبت إصابة بالغة في النهاية استشهدت دلال المغربي ومعها أحد عشر من الفدائيين بعد أن كبّدت جيش الاحتلال حوالي (30 قتيلا وأكثر من 80 جريحا) كرقم أعلنته قوات الاحتلال.
تركت دلال المغربي وصية تطلب فيها من رفاقها المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
موضوعات متعلقة
أصاب جنود إسرائيل بالتبول اللاإرادي.. من هو معتز الشرقاوي؟
تعرف على قصة الفدائي المصري ناسف مبنى إذاعة اسرائيل عام 1955