كتب: محمد عكاشة
افادت دراسات علمية وسياسية ربطت بزوغ نجم صلاح في أوروبا بتراجع جرائم الكراهية ضد المسلمين واندثار لمصطلح الإسلاموفوبيا، فكيف للنجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفريول الإنجليزي، أن يوقف الأحداث المأسوية التي يتعرض لها المسلمين في الغرب؟و أخرها ذلك الحادث الإرهابي في كندا، الثلاثاء، الذي أودي بحياة .
فهناك الكثير من الجرائم الإرهابية التي يعاني منها مسلمي الغرب إثر تفشي معتقد الإسلاموفوبيا ، جراء نمو جماعات إرهابية في البلاد العربية والإسلامية نسبت نفسها للإسلام دون وجه حق كداعش والقاعدة، مما دعا لجماعات اليمين المتطرف في الغرب، لتوجيه أعمال إرهابية ضد المسلمين هنالك.
حادث كندا الإرهابي:
تعرضت أسرة كندية مسلمة من أصل جزائري وتونسي، الثلاثاء، لحادث دهس بسيارة من شاب كندي، مما تسبب في مقتل 4 أفراد وإصابة خامس، تبين أنه طفل في عامه التاسع، وأعلنت الشرطة الكندية القبض على ، المتهم بالشروع في القتل المتعمد.
وندد المجتمع الدولي بالحادث الإرهابي، وحرص “جاستن ترودو”رئيس وزراء كندا، على الإعراب تضامنه مع ضحايا الهجوم، ووجه “ترودو” – في تغريدة عبر موقع التدوينات القصيرة (تويتر) – رسالة تضامن إلى الجالية المسلمة في مدينة لندن والمسلمين في جميع أنحاء البلاد.. قائلا إن الإسلاموفوبيا ليس لها مكان في المجتمع الكندي، وهذه الكراهية يجب أن تتوقف”.
-
انخفاض جرائم الكراهية بليفربول
من جهة أخري، بعد يومين من الحادث الأليم، نشرت دورية مراجعة العلوم السياسية الأمريكية المرموقة تقريرا عن خفض جرائم الكراهية داخل مدينة ليفربول إلى 16 % مقارنة ببقية مدن بريطانية، منذ انضمام صلاح إلى نادي ليفربول، في 2017.
وعنيت الدراسة بطرح تساؤل رئيسي مفاده، هل يمكن أن يؤدي تعرض المجموعات المحبة والمتابعة للمشاهير إلي تقليل التعصب ببن أوساطها؟ وأخذت الدراسة تأثير محمد صلاح كلاعب كرة قدم مسلم محترف، للإجابة عن هذا التساؤل.
وتوصلت الدراسة إلى انخفاض معدل جرائم الكراهية في مدينة ليفربول بنسبة 16%، مقارنة ببقية دول أنجلترا بعد وصول صلاح إلى ليفربول.
وذلك من خلال تحليل البيانات لتقارير جرائم الكراهية في جميع أنحاء إنجلترا، إضافة إلى 15 مليون تغريدة من مشجعي كرة القدم الإنجليزية.
وحول الإسلاموفوبيا فقد قلت التغريدات المعادية للمسلمين بين صفوف جماهير الريدز إلى النصف مقارنة بمشجعي أندية الدوري الإنجليزي الممتاز.
وأوضحت الدراسة أن مشاعر الإنجليز الودودة تجاه صلاح، تم تعميمها على كل عديد المسلمين، ويذكر أن تعداد المسلمين في بريطانيا يزيد عن 7 مليون، وفقا لأحصائيات عام 2016، كثاني أكبر ديانة في الممكلة المتحدة.
المخلص من الإسلاموفوبيا
وكانت قد نشرت جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية, في 2019, دراسة علمية أكدت فيها أنه منذ توقيع صلاح مع نادي ليفربول, انخفضت جرائم الكراهية في منطقة الميرسيسايد, موطن الفريق الإنجليزي, بنسبة 18.9 بالمئة. كما قلت نسبة التغريدات المعادية للمسلمين بالمملكة المتحدة إلي النصف, حيث تراجعت التغريدات المعادية للمسلمين من 7.2 % إلي 3.2 % من إجمالي تلك التغريدات.
وعنونت الجامعة فى تقرير نشرته عن الدراسة,بتساؤل “هل يمكن أن يؤدي التعرض إلى المشاهير إلى الحد من التحيز والكراهية؟ تأثير محمد صلاح على السلوكيات والمواقف المعادية للإسلام “. أكدت خلاله أن تواجد محمد صلاح في ليفربول الانجليزي ساهم بشكل واضح في تراجع ظاهرة الإسلاموفوبيا.
قد شملت عينة الدراسة التي أعدها أربع أساتذة جامعيين, تقييم 936 ملاحظة حول جرائم الكراهية بمقاطعة الميرسيسايد, ببيانات 25 قسم شرطة ، بين عامي 2015 و 2018. ورصد 15 مليون تغريدة من مشجعي كرة القدم, واستطلاع أكثر من 8000 شخص من محبي نادي ليفربول.
ظاهرة الإسلاموفوبيا في اطراد بـ المملكة المتحدة
أوضح الباحثون أن تعرض المشجعون لمحمد صلاح يأتي من مشاهدة المباريات ولقاءات ما بعد المباريات ومقاطع الفيديو الترويجية التي يصدرها النادي. أيضا محتوى صفحات التواصل الاجتماعي عن صلاح، جعلت المشجع يستقي معلومات غنية عن حياة صلاح داخل الملعب وخارجه، منها ما قد يشاهدوه, ربما لأول مرة, من كيفية في الصلاة في الإسلام, خلال احتفالاته بتسجيل الأهداف.
وأشارت الدراسة إلى أن ظاهرة الإسلاموفوبيا كانت في اطراد مستمر في المملكة المتحدة, منذ أحداث 11 سبتمبر 2011. خاصة بعد تسللها إلى نفوس جمهور كرة القدم البريطاني, الذين يعتقدون أن الإسلام يتعارض مع القيم البريطانية. وفقا لاستطلاع أجرته شركة YouGov ( أبرز الشركات الرائدة عالمياً في مجال تقديم الخدمات الشاملة عن أبحاث السوق).
أخيرا, استنتجت الدراسة أن التعرض الإيجابي للمشاهير قد يخفف من المواقف والسلوكيات المعادية لمجموعاتهم المنتمين لها. على غرار محمد علي أسطورة الملاكمة وكريم عبد الجبار أسطورة كرة السلة.
ولعل أكثر ما يدلل علي قدرة صلاح علي إحداث التغيير, وعلى سمو مكانته وسط عظماء الحاضر, تصدره أحد أغلفة مجلة الTimeفي أبريل من العام 2019, ضمن قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم. كأول مصري وعربي يصنف ضمن هذه القائمة. التي ضمت 5شخصيات رياضية فقط رفقة نجمنا الدولي.