كشفت دراسة أمريكية حديثة، أجراها مجموعة من العالماء، أن التشققات في اللوحات الفنية القديمة مثل الموناليزا، تبدو قبيحة لكنها في الواقع قد تكون مفتاح الحفاظ على هذه الروائع الفنية لقرون عدة.
ووجد القائمين علي الدراسة، أنه ينبغي على المرممين أن يكونوا حذرين من ملء تلك التشققات، لأن شبكة الكسور تمنع حدوث مزيد من الضرر في العمل الفنيـ وتسمح شبكة التشققات بتوسيع السطح وتقلصه دون تقشر الطلاء، وتوفر حماية ضد تدهورها.
وقبل القرن السادس عشر، كانت معظم اللوحات مرسومة على ألواح خشبية، والتي يوفر سطحها ذو شبكة الشقوق، للوحات الزيتية مقاومة أكبر للتغييرات في الرطوبة في الهواء مقارنة بالألواح الأخرىـ ووقع رسم لوحة الموناليزا لليوناردو دا فينشي، على سبيل المثال، على لوحة من الحور (نوع من الأشجار)، والتي تملك سطحا متصدعا للغاية، والمعروف باسم craquelure.
وقام فريق من أكاديمية العلوم البولندية وجامعة ستراسبورغ وجامعة ييل، بالتحقيق في الأعمال المطبقة على الألواح الخشبية التي تحتوي على شقوق كقاعدة، وتحدث الشقوق عندما يتوسع الخشب بسبب زيادة الرطوبة، ويتقلص عندما يصبح الهواء جافا.
وأعد فريق البحث ألواحا خشبية وقاموا بطلائها بما يسمى “غسو” (gesso)، وهو عبارة عن مزيج من طلاء أبيض يتكون من مادة رابطة ممزوجة بالطباشير أو الجبس أو الأصباغ، أو أي خليط من هذه المواد، ويستخدم في الأعمال الفنية، وفقا للوصفات التقليدية.
ثم خزن الفريق العينات عند حرارة 25 درجة مئوية ورطوبة تراوحت نسبها بين 30% و50% و70% و90%، لمدة أسبوعين، قبل أن تخضع للاختبارات، والتي تقيس مدى مقاومة “غسو” للتشققات.
وباستخدام البيانات التي تم جمعها من المسح الضوئي للعينات التاريخية، ابتكر الباحثون نموذجا للحاسوب لمحاكاة مزيد من تشكيل التشققات.