اكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أنه لم يتم اكتشاف اية مومياء مصرية حامل من قبل.
يذكر أن خبراء آثار من الأكاديمية البولندية للعلوم قد أكتشفوا من خلال الأشعة المقطعية والسينية أول بقايا لمومياء مصرية حامل وتوفيت الجثة التي عثر عليها في طيبة بصعيد مصر، قبل أكثر من 2000 عام.
واشار ريحان، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط تعليقا على اكتشاف علماء الآثار في العاصمة البولندية وارسو أول مومياء مصرية تحمل جنينا في رحمها، الى أنه يوجد بمتحف الأنثروبيولوجى بتورينو قطعة أثرية نادرة لمومياء تم تحنيطها طبيعيًا تعود إلى عصر ما قبل الأسرات اكتشفت فى منطقة الجبلين وهى لسيدة شابة نفساء بحالة ممتازة وبجانبها هيكل عظمى لوليدها ويبدو عليها سقوط فى المهبل والرحم بسبب تدمير حاد لفتحة الفرج مع خروج الجنين.
واوضح أن عالمين الآثار سميث وديرى عثرا من قبل على قطعة أثرية مماثلة لإمرأة نوبية ماتت أثناء الولادة مع كبر حجم الجنين بشكل يعوق خروجه، كما كشفا عن حالة وفاة قاسية لفتاة حبلى تبلغ من العمر ستة عشر عاما وقد افترضا إنها حالة حمل غير شرعي.
ولفت إلى الأميرة “حيحنحيت” من الأسرة ال ١١، التي توفيت هى الأخرى بعد الولادة بلحظات قليلة بسبب ضيق الحوض ووجود “ناسور ميثانى مهبلى”، كما وجدت حالة ” ورم ليفى حميد” بسيدة بإحدى مقابر سيالة بالنوبة، وحالة أخرى يحتمل إصابتها “بسرطان المبيض” وهى لمومياء بالمتحف البريطانى،مشيرا الى انه قد وردت وصفات لتسهيل عملية الولادة فى بردية إيبرس 800.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هناء سعد الطنطاوى بوزارة السياحة والآثار ،إنه اعدت دراسة كشفت من خلالها أسباب الولادة المتعثرة والطويلة والشاقة للمرأة فى مصر القديمة حيث اتضح من تحليل البقايا البشرية أن هناك اختلافات طفيفة بين الإناث والذكور حيث تميزت النساء بصغر الحوض مع ارتفاع مستوى البطن وضيق فى الحوض .
وأضافت أنه تم اكتشاف تماثيل صغيرة كانت تستخدم كتعاويذ تساعد على الخصوبة وتسهل عملية الولادة في مصر القديمة، أطلق عليها ( العشّاق أو الأخلّاء)، وهى عبارة عن أشكال صغيرة أنثوية وغالبا ما تكون مصحوبة بصورة طفل، ومثال ذلك ما اكتشفه العالمان سانديسون وويل بدير المدينة بالأقصر ويعود تاريخه إلى الأسرة ال18.
وأكدت أن المصرى القديم عرف طب النساء وحدد نوع الجنين فى بطن أمه وتنظيم الأسرة عن طريق العـديـد مــن الـوصـفـــات الطبية تستـخـدمـهـا المــرأة بحــيــث تـعـمـل عـلـى قـتـل الحيوانات المنوية مما يؤدى إلى عقم مؤقت لدى النساء.
وأوضحت أن الطبيب المصرى القديم عرف كل ما يتعلق بالجهاز التناسلى للمرأة أثناء الحمل والولادة، وشخّص الأمراض التى تصيب الرحم والثدى وعلاجها.
وكشفت عن معرفة المصري القديم هل ستنجب المرأة أم لا باستخدام الثوم، وذلك بوضع فص ثوم فى مهبل المرأة، ويتركها حتى الصباح، فإذا شم رائحة الثوم من فمها فهى ستلد، وإن لم تظهر رائحة الثوم فهى لن تنجب، وذلك لأن الثوم يحتوى على زيوت طيارة تسمى (آليسين) حيث توصل المصرى القديم إلى أن كل فتحة فى جسد المرأة متصلة بالأخرى، فهذه الزيوت الطيارة تدخل عنق الرحم إلى الرحم إلى أنابيب فالوب ثم للتجويف البريتوني، فالبريتون يمتص هذه الزيوت الطيارة للدورة الدموية، ثم إلى الرئتين ثم إلى الخارج مع التنفس، فإذا شم رائحة الثوم فى الفم يعنى ذلك أن أنابيب فالوب سالكة وتستطيع الإنجاب، وإن لم يشم رائحة الثوم فهذا يعنى أن أنابيب فالوب لديها مسدودة، وأن تلك المرأة لا يمكن أن تلد، وذلك ما يعرف حاليًا ب(الأشعة بالصبغة) .
ونوهت إلى أن المصرى القديم توصل أيضا إلى تحديد نوع الجنين بوضع بول المرأة الحامل على الشعير والحنطة لمعرفة نوع الجنين ابتداء من الشهر الرابع، فإذا نبت الشعير سوف يكون المولود ذكرا، وإذا نبتت الحنطة سوف تكون المولودة أنثى، وإذا لم ينبتا، فهى عاقر وهذه التجربة تدل على أن المصرى القديم عرف أن بول المرأة الحامل به هرمونات.